مها محمد الشريف

يلاحظ العالم الازدهار الذي تشهده المملكة، ويستمع الحضور لقصص البحارة الشيقة من جديد لأن ثمة واقع حقيقته جليّة تشع نوراً من هذه الحضارة، من هذه الزاوية أو تلك، نحن أمة ولدت من عالم إسلامي يمد الجسور بين الشرق والغرب. تبلغ نزعته الإنسانية ذروتها ما جعله أمة مختلفة اختلافاً جوهرياً تكتب سيرتها وأمجادها في الموسوعات وكتب التاريخ.

عدا ذلك، يندرج فيما قدمته للدول من مساعدات ومشاركات فعلية تلبي احتياجها وتحرص على استقرارها، ولم تترك فرصة لإنقاذ دول الجوار من سطوة المد الإيراني لكن لبنان بات تحت احتلال «حزب الله» الذي يرتبط في واقع الأمر ارتباطاً مباشراً بمقاصد حزب الله الذي وصفه وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان بالميليشيا الشيطانية، ويجب جعله «عبرة للآخرين» لما يشكله التنظيم المرتبط بإيران من خطر وعدوانية.

لذا، لن يتحقق لإيران أطماعها وهي ديكتاتورية فاسدة مهما تعاقبت العقود من حياتها، ستمضي محتدمة شيئًا فشيئاً إلى أن تسقط هيمنتها وتنبذها الأراضي العربية، مهما تنامى مشروعها فهو صورة شاملة ومرفوضة، ولن يكون هناك سوى وعي جمعي يؤمن بوجود عدو مشترك على الكل شرف محاربته ليعيده إلى نصابه الحقيقي.

فعليه أن يتكبد سوء عاقبته، ويتجرع كأس غطرسته، ولو تأملنا فيما يحصل أمامنا علنًا من عقوبات وقرارات إدانة على إيران يصعب حصرها وخاصة في عهد الرئيس دونالد ترمب وعزمه على وضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع طهران بفرض عقوبات جديدة وخاصة على الحرس الثوري، وتعطيل مشروعها النووي ومنعها من تطوير الصواريخ البالستية التي تهدد بها جيرانها والسلم العالمي، وتأجيج الصراعات في المنطقة بدعمها للمنظمات الإرهابية ومنها حزب الله والقاعدة.

ومثل هذا الصدع الذي أصاب جدار المنطقة اتخذت الحكومات الخليجية إجراءات متقدمة لتخفيف الأضرار الناتجة عنه بسبب دولة راعية للإرهاب حولت المدن الآمنة إلى ملاجئ موبؤة في سوريا حتى بلغت من الضعف مبلغًا عظيمًا، وغيرها من الدول التي تقع تحت طائلة تمويلها ونشاطها السياسي المتعلق بتمويل وظائف الدولة الأساسية لتصبح رهنا لها.

لا تعتبر هذه القصة من قصص البحارة الآنفة الذكر، ولكن لها حدود أخرى وموقع أصبح مستغرقًا للغاية في الجريمة وطابع القتل الذي تمارسه إيران وتتشارك معها حكومة قطر العاجزة بتحالفات وتحركات تسير بشعبها وبلدها نحو البحر في حالة الإعصار تنتظر مصيرها غرقاً، ودعا السبهان الشعب القطري إلى أن «يعي ما يحاك في الخفاء ضده» من جانب نظام طهران، مشددًا على أن السعودية «مستعدة لمواجهة إيران بكل قوتها.. نحن دولة قوية جدًا.. ولا نحتاج لأي دعم لمواجهة أي ظروف».