جريدة الجرائد: اهتمّ كتاب خليجيون بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول القدسِ، التي قال فيها أن "ضياع القدس يعني ضياع الكعبة وعواصم إسلامية أخرى"، متهما الولايات المتحدة "بإلقاء قنبلة في الشرق الأوسط"، ليتزامن ذلك مع الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول ردّ أردوغان على تغريدة حول الضابط العثماني فخر الدين باشا وقيامه باعمال قتل لسكان المدينة المنورة.

حالات الزئير

اعتبر الكاتب عبد الله ناصر الفوزان في صحيفة "الرياض" السعودية ان "حالات الزئير كثيرة لدى أردوغان وآخرها تلك العنتريات التي ظل يرددها قبل وبعد اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد طلب عقد قمة إسلامية عاجلة فتوقع البعض أن يزلزل الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين".

يتسائل الفوزان: "لماذا إذاً تلك العنتريات؟ الجواب لأنه يريد مصلحة أخرى كبيرة وهي الشعبوية في العالم الإسلامي التي يمكن أن يحققها بالعنتريات وهو متفوق فيها ويعرف أن الجماهير العربية كانت تطرب لعنتريات عبدالناصر ولا تقارنها بنتائج أفعاله".

الإسلام السياسي

في صحيفة "عكاظ "السعودية، اعتبر الكاتب جميل الذيابي أن "النزعة الآيديولوجية، خصوصاً الدافع «الإخونجي»، جعلت أردوغان يسارع دون تفكير متأنٍ للانحياز في وضح النهار للسلطات القطرية الحاضنة للإخوان وجماعات الإسلام السياسي، بل عمد فور اندلاع الأزمة بين قطر والدول الأربع، لجمع برلمانه على عجل لإقرار قانون يقضي بإرسال جنود للدوحة، إيذاناً بإقامة قاعدة عسكرية هناك".

يقول الذيابي: "اردوغان زعم أن السعودية وافقت على إقامة قاعدة عسكرية تركية في أراضيها. وهو ما سارعت الحكومة السعودية لنفيه في حينه، ورفض ما تفوه به وجعله يعتذر لاحقاً".

‏وتساءل الذيابي: "إذا فقدنا القدس فإننا لن نتمكن من حماية المدينة المنورة، وإذا فقدنا المدينة فإننا لن نستطيع حماية مكة، وإذا سقطت مكة سنفقد الكعبة، هل هذه حكمة رجل دولة؟ لقد خسر الرئيس التركي جميع الفرص التي أتيحت له ليكون مؤثراً في نزاعات المنطقة. لاحت الفرصة في سورية، فخسرها لتقفز إيران بدلاً منه".

قمّة إسطنبول

واعتبر فيصل العساف في "الحياة" السعودية ان "أردوغان، الذي لم يحضر القمة الإسلامية- الأميركية التي عُقدت في الرياض في أيار (مايو) الماضي، أراد أن يثبت شيئاً ما لنفسه بدعوته إلى قمّة إسطنبول. أغلب الظن أنه سعى إلى اختبار شعبيته في الأوساط الرسمية الإسلامية، لا أكثر، لكنه فشل في تصويت الزعامات، إذ حضر 17 رئيساً من مجموع 53 دولة إسلامية وعربية".

 أحلام عثمانية

احمد أميري في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، يرى ان الرئيس التركي أقام أحلامه بالزعامة الإسلامية على دعامتين، الأولى هي فروع تنظيم «الإخوان» في الدول العربية والإسلامية وبين الجاليات المسلم. أما الدعامة الثانية للأحلام الأردوغانية فقد كانت الصورة البرّاقة للدولة العثمانية في مختلف الدول العربية، خصوصاً الدول الخليجية، فقد صنع «الإخوان» هذه الصورة الكاذبة للأتراك العثمانيين عبر التأريخ المزيف لتلك الحقبة، وعبر المساهمة في وضع المناهج التعليمية، وعبر جيش من الكتّاب والباحثين والمعلمين على مدار عقود طويلة، حتى صارت روايتهم هي الرواية الرسمية.

وارجع أميري هيجان أردوغان الى "تحطّم الدعامة الأولى لأحلام أردوغان، في السنوات الأخيرة بعد أن قامت بعض الدول العربية، كالإمارات والسعودية ومصر، بقصقصة أجنحة «الإخوان» في كل مكان، حتى كادت أن تطير أحلامه لولا وجود الدعامة الثانية، فصارت المحافظة على الصورة اللامعة لتاريخ أسلافه أحد همومه اليومية، إلى جانب همّ إطعام فلول «الإخوان» الذين فزعوا إليه".

يقول أميري: "هذا في اعتقادي يفسّر هيجان أردوغان عند الاقتراب من تاريخ أجداده في المناطق العربية التي كانت واقعة تحت سلطان الدولة العثمانية البائدة".