عبداللطيف الدعيج

في السابق، كان هناك من يتهكّم على الكويت؛ بسبب استقلال سياساتها وإصرارها على التمسّك بنظام حكمها الديموقراطي، بأنها دولة الكويت العظمى. لكن، رغم السخرية الواضحة في هذه الكلمات، تبقى الحقيقة أن الكويت كانت بالفعل دولة عظمى قياساً إلى المحيط وإلى الأنظمة غير المتوازنة في المنطقة.
كنا دولة تناطح أكبر الدول، ليس بالعداء أو الاستفزاز. ولكن بنشر قيم التسامح والتعاطف مع القضايا المصيرية للشعوب. اليوم، وحسب تصريح رسمي للسيد وزير الخارجية، فإن دولتنا تصاغرت إلى درجة أنها «تحط حالها بحال مغرّد مغمور». نعم، السيد وزير الخارجية يعلن بفخر أن وزارته، المسؤولة عن الدفاع عن مصالح البلاد، تقدّمت بشكوى ضد مغرد غير كويتي أساء إلى دولة الكويت العظمى!
كيف لمغرد يكتب باسم مستعار، لا يعلم به أحد، وهو لا يملك من المنطق ذرة الذرة، شخص مغمور، وربما مختل العقل، أو ربما مجرد انسان فاضي لم يجد ما يشغل به نفسه.. كيف لشخص مثل هذا أن يسيء إلى دولة لها مكانتها وقدراتها وإمكاناتها التي لا يمكن بأي حال من الأحوال قياسها بآلاف، وربما ملايين التافهين من أمثال المغرّد المتهم؟!
يعني لو كان هيكل اللي اساء لكم أو الله يرحمه غسان تويني.. يمكن.. وأنا أقول يمكن نتوقع أن تتأثروا او تشعروا بألم الاساءة.. لكن مغرد مسكين مغمور.. استحوا يا «خارجية».
ثم اذا كان التعبير عن الرأي يسيء إليكم أو النشر بشكل عام يزعجكم، فلم لا تعترضون على قنوات وصحف أوروبا وأميركا، وهي المسموعة والمقروءة والرائدة في توجيه خلق الله أينما كانوا.. لِمَ لا تعترضون على هذه الوسائل الإعلامية وهي التي لا يمضي يوم أو يومان إلا وكان لها تعليق ورأي، وأحياناً، استهزاء بكم وبسياساتكم؟!
اللغو.. والتعبير عن الرأي بشكل عام لا يضر.. وفي الغالب ينفع ان انشرح الصدر واتسع العقل وارتقى الفهم. ونفعه أو ضره دائماً يتحدد بنظرتنا إليه وليس بنظرته لنا. فاهدأوا يرحمكم الله.. ودعوا الناس وشأنها وكفاكم تخزيما وتكعيما لمن في الكويت.