عبد الله ناصر الفوزان

حالة انحسار الفنون وروافد الثقافة من حياتنا خلال الفترة الماضية مماثلة كما يبدو لي لحالة انحسار فيتامين دال من أبداننا.. انغلقنا وتركنا الشمس فانحسرت الروافد المفيدة واكتشفنا الخلل متأخرين فقررنا المواجهة والخروج للشمس.

حين اكتشفت افتقار بدني لفيتامين دال قررت تصحيح الخطأ مثل غيري فأخذت -مع الخروج للشمس- حبوباً طباشيرية اللون كبيرة الحجم قليلة الفائدة لم أتقبل شكلها وحين وضعتها في فمي لم أستطع بلعها فلفظتها واستبدلتها بحبوب صغيرة دائرية ذهبية اللون سلسة والأهم من هذا أنها كثيرة الفائدة.

هيئة الترفيه أيها الإخوة تبدو لي بالنسبة لمجتمعنا مثل تلك الحبوب الكبيرة الصعبة على البلع ولو أنها كانت في مجتمع غير مجتمعنا فربما كان الأمر مقبولاً أما في مجتمعنا فالترفيه كلمة ليست حسنة السمعة لدى الكثيرين تعطي معنى اللهو واللعب والنشاط السلبي عديم الجدوى بل ربما تكون عند البعض أسوأ من ذلك ولذا تصبح في رأيي كلمة مستفزة للكثيرين.

وليتها مع ذلك معبرة عن الأنشطة المطلوب استحداثها أو تنشيطها فهي ليست كذلك بل على العكس فالموسيقى وعروض الرقص الراقية والأغاني الجميلة والعروض المسرحية والمشاهد السينمائية وبعض الألعاب والاستعراضات والمهرجانات والأنشطة الرياضية وغيرها من الأنشطة التي تستهدفها الهيئة الجديدة قد تكون فيها جوانب ترفيهية لكنها محدودة بالمقارنة بأغراضها الأساسية الثقافية والتعليمية والبدنية والذهنية وتهذيب المشاعر ولهذا فاختصارها في معنى الترفيه تجاهل لأغراضها الأساسية.

وهذه الحبوب الكبيرة غير المريحة التي تخيف وتحدث التوجس من بعض فئات المجتمع ولا تعبر عن المطلوب هي أيضاً كما أوضحت قليلة الفائدة حيث لا زالت أهم الأنشطة التي نتطلع اليها كالسينما والمسرح على قائمة المنع كما يبدو.

لذلك فقد يكون من الأنسب أن نستخدم تلك الحبوب الصغيرة الذهبية اللون المفيدة المعبرة السلسة أي التي تشمل أنشطة ضرورية وأساسية لا أجد الآن لها أي وجود، وفي الوقت نفسه لا تبدو على ذلك الشكل الكبير غير المألوف الذي يوجد النفور والمخاوف، وسأحاول إيضاح وجهة نظري أكثر في تغريدة الغد..