مصطفى الآغا

 الأكيد أن أسعار نجوم الصف الأول في عالم كرة القدم هي أسعار خرافية ومذهلة، وصعب أن يستوعبها العقل، وإذا صحّ ما ذكرته صحيفة بريطانية أن مانشستر يونايتد مستعد لدفع 170 مليون جنيه إسترليني وبحسب سعر صرف الإسترليني على الدولار،

يعني 219 مليون و300 ألف دولار، وحسب سعر صرف الدولار على الريال يعني 822 مليون ريال، ثمناً للبرازيلي نيمار، الذي يسعى لأن يكون مهاجماً صريحاً وليس خلف ميسي وسواريز في برشلونة، إضافة لراتب ضخم، إن صحّت هذه الأنباء وحدثت الصفقة سيكون نيمار أغلى لاعبي العالم بعد الفرنسي بوجبا، الذي اشتراه مانشستر يونايتد أيضا بنحو نصف مليار ريال.

وبالتأكيد هناك اختلاف في وجهات النظر حول إذا ما كان اللاعبون يستحقون هذه المبالغ الخرافية أم لا؟
والجواب بكل بساطة أن المسألة عرض وطلب وسوق وتجارة (وشو كروي) وما شاهدناه في كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، أثبت أن اللاعبين يستحقون كل فلس يُدفع فيهم، وأن العالم كله تسمّر أمام شاشات التلفزيون والفضائيات التي دفعت المليارات من أجل شراء حقوق البث، ثم جاءت بالإعلانات التي تعتبر الأغلى في العالم ساعة بث المباراة، إضافة لمبيعات القمصان والمتاجر والمباريات الاستعراضية وتذاكر الحضور والصفقات التجارية للأندية واللاعبين، ثم الرعاة الذين يبحثون عن الأفضل، وكلها حلقات متداخلة بعضها في بعض، تجعل من رقم 822 مليون ريال ثمناً للاعب واحد، أمراً واقعياً، وهو يعادل دخل دولة صغيرة.
وللعلم فلاعبو كرة القدم ليسوا هم الأغلى دخلاً بين الرياضيين، فهناك لاعبو السلة، والغولف، والفورميولا وان، والبيسبول، والملاكمون المحترفون، والسبب أنهم مطلوبون إما لجذب الجماهير أو للمعلنين وشبكات التلفزة والرعاة.
هذا هو الاحتراف بمعناه الحقيقي، والرياضة أثبتت أنها قطاع منتج ومربح، بينما هي ما زالت عالة على الحكومات في دولنا العربية، وتستنزف جزءاً كبيراً من ميزانياتها، وللأسف ما زال مردودها بشكل عام دون المستوى (خارجياً ودولياً).. .