زاهي حواس 

ارتبطت فكرة لعنة الفراعنة بزمن اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون في عام 1922م، على يد الأثري الإنجليزي هيوارد كارتر بتمويل من اللورد كارنرفون. وقد أعلنت جميع الصحف العالمية في ذلك الوقت أن عدداً كبيراً من الذين شاركوا في هذا الكشف قد تعرضوا لحوادث غامضة؛ ومنهم من مات بعد كشف مقبرة الفرعون بفترة قصيرة، ومنهم اللورد كارنرفون نفسه بعد أن طالب بنصف القطع الأثرية التي تم العثور عليها، كما باع حق الانفراد بنشر تفاصيل اكتشاف المقبرة لجريدة «لندن تايمز» ، حيث مات بعد مرور خمسة أشهر فقط من اكتشاف المقبرة! وقيل إن الكهرباء انقطعت في جميع أنحاء القاهرة لحظة وفاته بتسمم الدم نتيجة لدغة بعوضة!. هذا وقد أضاف ابن اللورد إلى هذا الغموض عندما قال إن كلب اللورد في قصر الأسرة بإنجلترا ظل ينبح باستمرار لحظة موت سيده في القاهرة! ولم يتوقف حتى مات هو أيضاً؟! وقد نشرت جميع الصحف العالمية تلك الأحداث الغامضة، وفسرت هذا الغموض بانطلاق قوة أو روح شريرة منذرة بالشر لكل من فتح تلك المقبرة، وبدأت في إحصاء وفاة أكثر من 22 فرداً وربطها بالمقبرة. كما تجدر الإشارة إلى أن 12 فرداً من الذين شهدوا لحظة فتح التابوت، توفي منهم ستة أفراد حتى مجيء شهر فبراير (شباط) من العام التالي، كما أن «هيوارد كارتر» نفسه قد طرد من الأقصر وعانى من بعض المتاعب النفسية لعدة سنوات بسبب إبعاده عن عمله، فضلاً عن تعرضه لضغوط قاسية.
اعتقد كثير من الناس في ذلك الوقت أن اللعنة قد حلت على هؤلاء البشر لأنهم أزعجوا الفرعون في مرقده الأبدي. كما أن بعض الصحف نشرت ترجمة لنص منقوش على جدران مقصورة أنوبيس، يقول: «أنا الذي سوف أمنع الرمال من أن تسد الحجرة السرية... أنا سوف أقتل كل من تسول له نفسه أن يعبر هذه العتبة ليدخل إلى الحرم المقدس للفرعون المبجل الذي يحيا للأبد».
وقد كتب معلقاً على تلك الأحداث الأثري ديفيد سيلفرمان - أمين القسم المصري بمتحف جامعة بنسلفانيا سابقاً - فذكر أن انقطاع التيار الكهربائي أمر متكرر الحدوث في القاهرة في بداية العشرينات من القرن الماضي، كما أن ابن اللورد كارنرفون كان في الهند وقت وفاة أبيه. وكان اللورد كارنرفون يعاني من المرض خلال السنوات القليلة التي سبقت رحيله، كما أنه مات متأثراً بتلوث في الدم نتيجة للدغة بعوضة تحمل ميكروباً بعد جرح أثناء الحلاقة مما أصابه بحمى وتسمم في الدم.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قيل إن لعنة الفراعنة هي سبب وفاة الأثري الفرنسي الشهير جان فرنسوا شمبليون الذي توصل لفك رموز اللغة المصرية القديمة وهو في لا يزال في سن يناهز 42 عاماً فقط. كذلك توفي محمد مهدي - مدير مصلحة الآثار - بعدما وقع عقداً لعرض الأثاث الجنائزي لتوت عنخ آمون في لندن، حيث صدمته سيارة بعد خمس دقائق من التوقيع.
وقد روى مؤلف كتاب «لعنة الفراعنة» أنه قد سأل الدكتور جمال محرز - مدير مصلحة الآثار - عما إذا كان يعتقد في وجود لعنة الفراعنة؟... فأجابه بأنه قد قام بإجراء الكثير من أعمال الحفائر والكشف عن كثير من المقابر والمومياوات... ولم يحدث له شيء!... إلا أن الكاتب أضاف أن الدكتور «جمال محرز» قد مات في اليوم التالي لهذا الحديث!
وهكذا وكما رأينا فإن معظم الحالات كان لها تفسير منطقي... إلا أنه يوجد في الحقيقة بعض نصوص اللعنة سجلت على مداخل بعض المقابر المصرية لكي ترهب من تسول له نفسه دخول المقبرة وإزعاج أرواح الراقدين بها. وهناك بعض العبارات على سبيل المثال: «اللعنة على من يقلق راحة الفرعون... وإن الذي سوف يحاول كسر أختام هذه المقبرة سوف يموت بمرض لا يستطيع الطبيب تشخيصه».. .