علي أبو الريش

في هذا الكتاب، يجدِّل الدكتور محمد يونس، الكلمات من خيوط الحرير، ويحيك العبارة من أهداب الشمس، وينسج الجملة كأنها هديل يسيل من شرايين الطير.

في هذا الكتاب تبدو الفكرة النيرة عن الخطاب الديني، مثل سحابة تمطر أرضاً جاءها القطر بعد يباب، وسراب وضباب، ليمنح القارئ المتمعن رؤية عن واقعه ورأياً حول منظومة قيم باءت بالفشل منذ أن خرج الخطاب الديني عن سياقه الإسلامي، وأصبح الضمير مثل كهف قديم، تأكل جدران رمة الجهل، وقلة العقل، وسوء النقل، وضبابية المعقل.

الدكتور يونس يضع بين أيدينا واقعية الكتابة، وواقع الحال الإنساني، وكيف استطاعت الإمارات أن تضع النقاط على بعض الحروف المجردة، والكلمات الغوغائية والأفكار العشوائية ليصبح العالم على بينة من أمره، وليعرف أصحاب الديانات الأخرى أن الإسلام جاء متحماً لا مخيماً، ومكملاً لا مهملاً، ومضيئاً لا مطفئاً، شيمته الحب، وسماته العرفان لكل من أعطى واتقى، وكل من عرف وتعرف على هذا الدين الحنيف.

في هذا الكتاب، نقرأ الفصل والمفصل والفيصل، وفصيلة الدين وفاصلة وأحلام من أرادوا أن ينيروا الطريق وليس أوهام من أطفأوا الشموع، وساروا في دروب الظلام تائهين، ضائعين غائبين عن الوعي مغيبين عن الفكرة القيمة والقائمة على الحب والمساواة، وبناء ما يعرشون بأيد واحدة وقلوب متحدة على الإيمان، والصدق والإخلاص.

في هذا الكتاب يضع الدكتور يونس القارئ أمام واقعية دينية اتبعتها الإمارات وهيأت للآخر بأن يفهم أننا أمة التوحيد، والتجديد لا أمة التبديد والتنديد.

في هذا الكتاب نقرأ الأسس التي يتبعها العقلانيون في تنفيذ تعاليم الإسلام وتطبيقه كدين جاء من أجل الهداية والرعاية والحماية والعناية والوقاية من كل شر وحقد.

ويسرد الكتاب مجموعة من النقاط المهمة في الدعوة، وهي: «1» التكامل في شخصية الداعية وجمعه لثلاث سمات، وهي: العاطفة، والعلم، والفكر.

2- التوازن: ويعني التوازن في تقديم الخطاب لشرائح متنوعة.

3- ترتيب الأفكار: أي أن يكون الداعية، بمستوى الفكرة التي يريد أن يقدمها للآخرين، مرتبة من حيث أولوياتها.

4- الكياسة: التمتع بالقول اللين، والمتجه نحو العقل من دون مواربة أو تفكيك.

5- القبول بالرأي الآخر، في المناقشة والحوار المرن.

6- المشاركة: المشاركة في طرح الأفكار ومن دون وصاية.

7- الجاذبية: جاذبية الكلمة، وجمال العبارة.

8- احترام وعي المخاطبين في الصراحة.

9- التحدث بلباقة والتخاطب بتؤده.