محمد يوسف

 أراد الإخوان أن يُحرّفوا قضية الخلاف مع القيادة القطرية عن مسارها، لقد أحسّوا بالضغط العالمي على الدور القطري في مساندة الإرهاب، وهم أول من ساندتهم ومكنتهم ومولتهم بكل شيء لينشروا الفوضى ويسيلوا الدماء في كثير من الدول المستقرة الآمنة.


وللأسف الشديد، انجرف بعض الأشقاء خلف مقولات الإخوان، وشاركوا في تصوير الأمر وكأنه حصار لقطر من السعودية والإمارات والبحرين، فأتباع الإخوان «جيّشوا» المغردين في مواقع التواصل، واستعانوا برموز إخوانية معروفة في دول مجلس التعاون، ووصلوا إلى «الزنداني» في البلاد التي لجأ إليها بعد أن سلم اليمن للحوثيين، وتباكى هذا «المنافق» على «طيبة» أردوغان الذي أسماه بالفارس، في مشهد تمثيلي رخيص، لأنه هبّ لنجدة قطر!


وتبع الإخوان المتحفزين بعض الإخوة في دول المجلس، وتغنّوا بمبادرات بلادهم في التخفيف من «الحصار» على قطر بإرسال سفينة تحمل مواد غذائية، ولم ينتبه هؤلاء إلى جهلهم وعدم معرفتهم بمعاني الكلمات التي يستخدمونها، فلو كانت قطر محاصَرة كيف ستمرُّ تلك السفينة إلى ميناء حمد بالدوحة؟


مجرد سؤال لا أكثر أطرحه على كل من استخدم كلمة «حصار» وهو يتحدث عن أزمة دعم الإرهاب التي تثبت القرائن أن قطر منغمسة في وحلها، ولهم ولغيرهم نقول إن الحصار يعني منع دخول وخروج السفن والطائرات، ويعني استخدام وسائل حربية لتنفيذه، ويعني إعادة كل سفينة وكل طائرة متجهة إلى البلد المحاصر، وهذا لم يحدث بين دولنا الثلاث وقطر.


دولنا استشعرت الخطر، وذاقت مرارة الضرر، من الدولة الشقيقة الجارة التي تستضيف الآلاف من الإرهابيين أعضاء التنظيمات التي عاثت فساداً في بلادها، على حدودنا، لا يفصلنا عنهم غير بحر ضحل، ليسوا بحاجة لعبوره إلى أكثر من زورق طوله متران، فمنعت مياهنا الإقليمية عنهم، وحظرت أجواءنا على طائراتهم، وعطلت زيارات من يحملون جوازاتها، وهذه كلها حقوق سيادية من حق الدول أن تتخذها لدرء الأخطار، ولتجنب ما هو أكبر من الحذر والحيطة.


مياه قطر الإقليمية لم تُمس، السفن تتحرك عبرها، وأجواء قطر مع العالم كله لم يتدخل فيها أحد، وهي مفتوحة، فكيف حوّل «الجهلة» الأمر إلى «حصار» وتبعوا خطة الإخوان القائمة على «المسكنة الإنسانية» للفت الأنظار عن الدور التخريبي الذي يمارسونه؟!