FINANCIAL TIMES

على أرضية قلعة أنيقة من القرن الثامن عشر، قبالة تلال فوق الريفييرا الفرنسية، قدم إيد شيران حفلة حصرية لمدة ساعة أمام مجموعة شملت بعض أقوى الشخصيات في صناعة الإعلام والإعلانات.
على شرفة تطل على المسرح، لاكلان ميردوك، رئيس مجلس الإدارة المُشارك لمجموعة نيوز كورب ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة تونتي فيرست سينشري فوكس، كان يُراقب. وفي مكان قريب كانت توجد ريبيكا بروكس، الرئيسة التنفيذية لأعمال الصحف البريطانية التابعة لمجموعة نيوز كورب.

في ظل عدم اليقين والتعطيل الذي يواجه القطاع، كان المنظّمون قد حذّروا الذين سيحضرون مهرجان كان هذا العام بأن يخففوا من احتفالاتهم. لكن المساء الساحر الذي وضعته إمبراطورية روبرت ميردوك كان موجوداً ليُظهر أن الشخصيات التقليدية في الصناعة لا تزال تزدهر.
وفقاً للسير مارتن، من “دبليو بي بي”، لا تزال أعمال ميردوك للإعلام - نيوز كورب وتونتي فيرست سنشري فوكس - تجتذب ثاني أكبر جزء من الإنفاق من أكبر مجموعة إعلانية في العالم. لكنها تقع بين جوجل في المرتبة الأولى وفيسبوك في المرتبة الثالثة ـ وشبكات التواصل الاجتماعي تقترب بسرعة. 
كان التنفيذيون في شركات ميردوك ينتقدون علناً بعض شركات التكنولوجيا العملاقة لإعطاء الأولوية لمصالحها على حساب شركات الإعلام التقليدية التي توفّر الكثير من المحتوى. في مؤتمر عُقد في تورينو الأسبوع الماضي، جدد الرئيس التنفيذي لمجموعة نيوز كورب، روبرت تومسون، هجومه على جوجل وفيسبوك، قائلاً إنهما خلقتا “حدائق مسوّرة” مُصممة لكي تحجز المستخدمين وتجعل من الصعب على مواقع الاشتراك اجتذاب القرّاء - وفرض رسوم عليهم.
من جانبها، تُجادل مجموعات التكنولوجيا بأنها تعمل عن كثب مع شركات نشر الأخبار لضمان إمكانية بناء نماذج أعمال مستدامة على الإنترنت. لكن الخطاب من تومسون وغيره من كبار الشخصيات في أعمال الصحف يُشير إلى أن شركات “وسائل الإعلام القديمة” مستعدة للقتال بقوة للتأكد من أن الحفلة لن تنتهي.