محمد المسعودي

كنت حاضراً عندما خاطب "أمير الفكر" صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أخاه المحب "سُلطان الثقافة" الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في معرض الكتاب الدولي للشارقة في دورته الخامسة والثلاثين:

"لكل أمرٍ من الله سُلطان، وسُلطان الثقافة قاسـميّ..

ولكل أمل في الحياة بارقة، وبارقة الآمال شارقة.."

وعندما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019م، استعدنا جزءاً من الآمال البارقة في "إمارات" الريادة والأصالة.

وبكل الحب والتواشجية والإخاء نجزل التهاني وأجل التبريكات لشقيقتنا التوأم الإمارات العربية المتحدة، ولرائد الثقافة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي أشرق بضياء "شارقة الثقافة" في ميادين الثقافة والفكر والأدب، لتغدو مدينة تتنفس نور الثقافة ومعانيها وعطاءاتها ومعاجمها وتصبح عاصمةً للضياء والحلم الثقافي العربي والإسلامي، فكانت باستحقاق عاصمةً للثقافة الإسلامية، حتى غدت "عاصمة عالمية للكتاب" امتداداً لعراقتها التاريخية، وصيتها الثقافي الواسع الذي استطاعت من خلاله أن تتبوأ مكانة ثقافية بارزة في "الإمارات" والمنطقة العربية والعالم بأسره، من خلال اهتمام قيادتها الرشيدة بالأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفكرية والتراثية الفنية لأدبائها ومثقفيها وفنانيها.

وللمتابع "تأريخاً" وأمانةً، يجد أن العالمية وصلت واتصلت بالشارقة بأكثر من أربعة عقود من العطاء والسخاء والولاء وشمس حاكمها "الموسوعيّ" المخضرم "سلطان الشارقة" ساطعة في نشر الثقافة العربية والإسلامية على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي، إيماناً منه بمعادلة لا حدود لها من قدرة "المثقف" على تحقيق الأحلام، ورؤيا القيادة الجادة المترجمة للأقوال إلى أفعال فقط.

محافل الشارقة الثقافيّة الدوليّة في صناعة معارض الكتاب خصوصاً والثقافة عموماً أصبحت حقيقة واقعة تتأكد كل يوم، خلفها فارس يصول ويجول حول شجن "الإنسان" في خطاباته، وعمق النظرة والتأريخ في أطروحاته، يختصر الكلمة ويفعمها بالتفاؤل، تجده في المناسبات المختلفة من اللقاءات والمؤتمرات ومعارض الكتاب "أيقونة ثقافيّة" تحرّض المجتمعات بشغف نحو الفكر النيّر والثقافة الراقية؛ فكانت جهود سلطان "الثقافة" ونظرته السامقة متميّزة باحترافيّة المسؤوليّة وأناقة الرسالة والحضور "الأنموذج"، تحفها حماسة تكامليّة تتناثر في كل اتجاهات "الثقافة" وزواياها حتى رؤاها من أجل تعزيز مسيرة نهضة "إماراتية" حضارية شمولية، تخاطب وعي الإنسان وعالمه الروحي والقيمي؛ حيث لا ثقافة ما لم تكن عالمية منفتحة على الآفاق كلها، مع تمسكها بجذورها وأصالتها فتداولها الكثير إيماناً وقدوة حسنة لتصبح صدى في القلوب والعقول إلى محصلة من العطاء السخيّ لصناعة الثقافة الإنسانيّة ومستقبلها، وتلك هي "الإمارات".