محمد علي صالح

بعد أن رفض قاض فيدرالي في هونولولو (ولاية هاواي) طلب محامي إيكيكا كانج (34 عاما) الجندي الذي اعتقل بتهمة مساعدة تنظيم داعش، بإطلاق سراح موكله، قال المحامي بأن موكلة ضحية «مكيدة» وضعها له المحققون، سواء المحققون العسكريون أو محققو مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي).


وقال المحامي، بيرني برفار: إن المحققين «استغلوا» مرضا نفسيا مصابا به موكله، وخططوا «للإيقاع به».
وقال القاضي، كينيث مانسفيلد، إنه لن يأمر بإطلاق سراح الجندي بكفالة؛ حتى لا يكون خطرا أمنيا. وأشار القاضي إلى معلومات في وثيقة الاتهام بأن الجندي «ربما يعاني مشاكل نفسية». بعد رفع جلسة المحكمة، استغل المحامي هذه العبارة، وسأل: «إذا كان موكلي مصابا بمرض نفسي، ألا يمكن القول بأن المحققين استغلوا هذا المرض النفسي؟».
يوم الاثنين الماضي، أعلن أرنولد لاانوي، متحدث باسم مكتب «إف بي آي» في هونولولو اعتقال كانج، كان يعمل في قاعدة عسكرية أميركية هناك. حسب وثيقة الاتهام إلى المحكمة، عمل كانج مع القوات الأميركية في العراق قبيل انسحابها من هناك. ثم في أفغانستان لفترة عام. وبسبب شكوك في أحاديثه، وفي تصرفاته، بدأت مراقبته. وثبت أنه، كما جاء في الوثيقة: «قدم معلومات عسكرية سرية إلى أشخاص يعرف أنهم سيعطونها إلى غيرهم من الذين ينتمون إلى الدولة الإسلامية. فعل كانج ذلك وهو يعلم أن هذه المعلومات ستساعد تنظيم داعش، بما في ذلك في حالات القتال، وفي التكتيكات العسكرية».
وأضافت الوثيقة: «أيضا، ساهم كانج في شراء طائرة درون بهدف إرسالها إلى جهاديي الدولة الإسلامية، وليستعملوها خلال مواجهتهم لقوات التحالف».
وإن كانج كان «يعلن آراء مؤيدة لتنظيم داعش خلال ساعات العمل». وأن الشرطة العسكرية حققت معه في عام 2012، بعد أن عاد من العراق، وقبل إرساله إلى أفغانستان. بسبب ذلك، نزعت منه بطاقة دخول الأماكن الأمنية الحساسة. لكنها أعيدت إليه في وقت لاحق، بعد أن «نفذ كل ما تعهد بتنفيذه عندما استجوب».
حسب تلك الأحاديث، والتي سجلت الشرطة بعضها، أشاد كانج بالزعيم الألماني النازي أدولف هتلر، وبالأميركي الأفغاني الذي قتل 49 شخصا في مذبحة في نادٍ ليلي في أورلاندو (ولاية فلوريدا) قبل 3 أعوام.
خلال فترة مراقبته، استخدمت شرطة «إف بي آي» مخبرين سريين لكسب ثقة كانج، وللحصول على معلومات عن نواياه. في واحدة من هذه المرات، جمع كانج معلومات عسكرية سرية عن القوات الأميركية المسلحة، وسلمها إلى واحد من المخبرين السريين بهدف إرسالها إلى مقاتلين في «داعش»، وما كان يعرف أن المخبر سري.
في بداية الشهر الماضي، أصدرت محكمة فيدرالية في نيويورك حكما بالسجن 35 عاما على جندي أميركي سابق حاول الانضمام لـ«داعش». في المحكمة، دافع تايرود بيو عن نفسه دفاعا حماسيا. وقال: إنه بريء، وندد بعنصرية الولايات المتحدة، وخوفها من الإسلام. وقال: «أصبحت بلادي خائفة وعنصرية».
في ذلك الوقت، نقلت وكالة «رويترز» قول بيو: «أنا رجل أسود. أنا عسكري. أنا مسلم. دافعت عن هذه الوطن، وعن دستوره. لكن، قوبلت خدماتي بالإساءة... أسفي الوحيد هو أنني قضيت وقتا طويلا حتى أدركت كيف صارت بلادي خائفة وعنصرية.
بالنسبة للجندي كانج، قالت مصادر إعلامية في هاواي إنه من أصل هاواي، وأن انتماءه العرقي ربما له صلة بالشكوك فيه، وأن مرضه النفسي ربما شجع المحققين على توريطه.