محمد الحمادي 

من يعرف قطر وسياساتها ومعتقداتها لم يفاجأ عند إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إضافة تسعة أشخاص وتسع جهات من قطر والكويت وليبيا واليمن إلى قائمة الإرهاب التي تدعمها دولة قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، وربما اعتقد أتباع قطر والمستفيدون من أموالها التي تصب في دعم الإرهاب أن بعد قائمة الـ 57 والـ 12 التي أعلنتها الدول الأربع المقاطعة لقطر في رمضان الماضي ليس هناك أسماء أو جهات إضافية يمكن الكشف عنها، ولكن فجر يوم أمس فاجأت الدول الأربع التي تحارب الإرهاب بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات، وتوقيع «اتفاقيات التفاهم» لمحاربة الإرهاب، قطر بقائمة جديدة تضاف إلى السابقة، ولتؤكد من جديد أنها لا ولن تتراجع عن دورها الأخلاقي والإنساني في محاربة الإرهاب وفضح الإرهابيين والتشهير بهم، وربما لا يسعف مستشاري النظام القطري ذكاؤهم ليتوقعوا أن هناك أسماء وجهات أخرى بالإضافة إلى الـ 87 شخصاً وجهة التي تم الإعلان عنها، وأنه سيتم فضح آخرين قريباً إذا استمرت قطر في تعنّتها وإصرارها على السير في طريق دعم التطرّف والعنف وفي تمويل الإرهاب وإيوائه.

اليوم يكتشف من مارسوا اللعبة القذرة مع قطر بنشر العنف والتطرف والإرهاب وتجنيد الشباب وقتل الأبرياء والتلاعب بأموال وصدقات المحسنين أن لا شيء يحميهم، وأن كل ما تستطيع قطر فعله لهم وهي التي ورطتهم في هذه الجرائم، هو أن تطلق إعلامها للصراخ وإنكار التهم وإلقائها على الإمارات والسعودية، أما عند ساعة الحقيقة فيجدون أنفسهم وحيدين كما حدث مع تلك الأسماء.

فعلياً قطر أصبحت اليوم بين مطرقة التطرّف وسندان التعنّت واستمرار تعنّتها وعنادها يكشف ببساطة أنها مغناطيس التطرّف وحضن العنف، وهي بنك الإرهاب الذي يقدم جميع الخدمات البنكية بأفضل التسهيلات ودون فوائد أو مخاطر، فمن يريد نشر فكر متطرف أو تنفيذ عمل عنيف فما عليه إلا أن يرتدي رداء الدين والإسلام ويتجه إلى دوحة العنف والتطرف، فهناك من يفهم الإسلام بطريقته الخاصة ويدعم نشر العنف مخالفاً لكل ما تلتزم به الدول الإسلامية والعربية والمنظمات الإسلامية المعتدلة، فقد تأكدنا أن هناك من يعيش الالتباس الساذج في التفريق بين دعم الدين والإسلام ودعم والإرهاب، فدعم الإرهاب في قطر يتم علناً وعلى لسان أميرها لأن لديه معاييره المختلفة عن العالم في تعريف الإرهاب.

قائمة التسع والتسعة تكشف من جديد العبث القطري في الدول العربية والإسلامية ومستقبل وأمن واستقرار شعوبها وتكشف استمرارها في دعم المجموعات المتطرفة دون تردد، والحقيقة التي لا تعرفها قطر أن هذه القائمة ليست الأخيرة.