نذير رضا

وجد آلاف المدنيين الذين وصلوا إلى إدلب قادمين من لبنان بموجب اتفاق بين «حزب الله» و«جبهة النصرة»، أنفسهم نازحين مرة أخرى داخل مخيمات للإيواء في ريف إدلب، بلا أدنى أفق للانتقال مرة أخرى إلى مناطق سيطرة «درع الفرات» شمال حلب أو حتى إلى تركيا.

ويقول نازح لـ«الشرق الأوسط» إن الرحلة استغرقت 36 ساعة، وبدأت بالتجمع على أطراف عرسال صباح الأربعاء الماضي، لتنطلق بعد الظهر باتجاه الحدود اللبنانية - السورية في فليطة بمواكبة الصليب الأحمر اللبناني، وهناك توقفت القوافل عند حاجز للنظام السوري. ويشير إلى أن عناصر «حزب الله» طلبوا إغلاق نوافذ الحافلات «منعاً لأي مشادات كلامية مع أحد».

وأضاف النازح أن حافلات المدنيين كانت خالية من السلاح، بينما عناصر «النصرة» كانوا موجودين في حافلات خاصة مع أسلحتهم وعائلاتهم. ويضيف: «حال المدنيين صعب ومصيرنا مجهول في ظل انقطاع الطريق بين إدلب ومناطق درع الفرات، وإغلاق الحدود مع تركيا».

وغادرت 113 حافلة عرسال وجرودها باتجاه الشمال السوري، محملة بالمقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الراغبين في الخروج. وبلغ عدد المغادرين نحو 5 آلاف مسلح ومدني، على أن تُستكمل عملية إجلاء مقاتلي «سرايا أهل الشام» باتجاه الرحيبة في القلمون الشرقي قريباً، وإجلاء المدنيين الراغبين في العودة إلى قراهم بالقلمون الغربي في مرحلة لاحقة.