إبراهيم أبو زايد

رغم معرفة قطر طريق حل أزمتها الخليجية مع الدول الأربع، بتنفيذ المطالب العادلة، والمتضمنه التخلي عن دعم الإرهاب وتمويله وعدم احتضان رموزه، وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة، هو العودة الى عمقها العربي والخليجي، وقطع علاقاتها مع جميع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، والتخلي عن تهديد عمق النظام العربي، إلا أن الدوحة تحاول في كل مرة الابتعاد عن طريق الحل عبر البحث عن حلول لن تجدي لها نفعا، وكان آخرها، اعلان الهيئة العامة للسياحة في قطر، اليوم (الأربعاء)، منح إعفاء لمواطني ثمانين دولة من تأشيرة الدخول المسبقة عند وصولهم إلى قطر، في إطار سياسة تهدف لزيادة أعداد الزوار وتعزيز الإنفاق السياحي في البلاد، على أن يدخل قرار الإعفاء حيز التنفيذ بشكل فوري.

وقال حسن الإبراهيم رئيس قطاع التنمية السياحية في الهيئة، في مؤتمر صحافي، إن هذا التطور في سياسة التأشيرات "ليس الأول ولن يكون الأخير"، حيث صرح أن الهيئة بصدد التعاون مع وزارة الداخلية القطرية لتطبيق مزيد من التسهيلات. وأشار إلى النظر في منح إعفاء من تأشيرة دخول قطر المسبقة لحاملي الإقامة أو التأشيرة السارية لدول مجلس التعاون الخليجي أو المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا أو بلدان اتفاقية شنغن، وأوضح أن هذا الإعفاء سيتيح للزوار المؤهلين الحصول على إخطار سفر إلكتروني من خلال تعبئة طلب على الإنترنت قبل 48 ساعة على الأقل.

ورغم محاولات الدوحة الالتفاف والمناورة والمراوغة بالبحث عن سبل تخرجها من عزلتها، إلا أن ذلك لن يتحقق، وهذا ما أكد عليه اليوم وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، بالقول : إنه من المنطقي أن تتعامل قطر مع هواجس وقلق الدول الأربع بشأن دعمها لملف التطرف والإرهاب، ولا تكتفي بهواجس واشنطن والعواصم الغربية.. "أزمة قطر مع عالمها".

واضاف قرقاش "أن الشجاعة والمكاشفة ضرورية في ظل غياب الثقة وسجل من التحريض. نجاح الدبلوماسية يرتكز إلى مراجعة الدوحة لدعمها للتطرف وتدخلها في شؤون المحيط".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، عن أمله في أن تسود الحكمة والمنطق السياسة القطرية، فتتجاوب الدوحة مع دول الجوار، قائلا "نأمل أن تتجاوب قطر مع مطالبنا كي نتجاوز هذه الأزمة".

وأضاف الجبير، أن الحل في يد قطر، ذلك أن الانفراج يتوقف على مدى استجابتها لمطالب وقف دعم التطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وأضاف قائلا "نحن نأمل أن نحل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي ونأمل أن تسود الحكمة الأشقاء في قطر لكي يستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي وليس فقط الدول الأربع".

وكانت الدول الأربع قد قدمت لائحة مطالب إلى قطر في الثاني والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي بينها تقليص العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة، كشروط لرفع الحصار.