طلعت زكي حافظ

يجسد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، باستضافة المملكة لكافة الحجاج القطريين على نفقته الخاصة، والسماح لهم بالدخول عبر منفذ سلوى الحدودي من دون الحاجة لاستصدار تصاريح إلكترونية، وذلك بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، دليل واضح على الإنسانية العالية التي يتمتع بها -حفظه الله-، وتأكيداً في الوقت نفسه على إنسانية المملكة، سيما في ظل الظروف التي تشهد توتراً في العلاقات السياسية بين الرياض والدوحة، بسبب إصرار الأخيرة على انتهاج سياسات معادية للمملكة، تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها الداخلي.

ولم تكتفِ إنسانيته -حفظه الله- باستضافة المملكة للحجاج القطريين، بل شملت أيضاً التوجيه بنقلهم من مطار الملك فهد في الدمام ومطار الأحساء، والموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل كافة الحجاج القطريين لمدينة جدة، واستضافتهم بالكامل ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة.

الحجاج القطريون عبروا عن سعادتهم الغامرة بقرار الملك سلمان الحكيم الذي ينم عن حكمة وبعد نظر ونظرة ثاقبة تؤكد على عدم تسييس الشعائر والمناسك الدينية، واستغلالها كردة فعل مضادة للسلوك المعادي للحكومة القطرية ضد المملكة، وبالذات وأن فريضة الحج تُعد ركناً من أركان لإسلام الخمسة.

ولكن وللأسف الشديد وعلى النقيض من فرحة الحجاج القطريين بقرار الملك سلمان وإنسانيته العالية، شككت الحكومة القطرية في مبادرته -حفظه الله-، الرامية إلى تسهيل دخول الحجاج القطريين إلى المملكة وتقديم كافة الخدمات التي تمكنهم من أداء مناسك الحج في أجواء دينية وروحانية مفعمة بالأمن والأمان والطمأنينة النفسية.

بل وللأسف نظر البعض من الناشطين القطريين، إلى مبادرة الملك سلمان على أنها تَعدو كونها استغلال للظرف السياسي بين المملكة وقطر، بغية استعطاف العالم، متناسين بأن المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، وهي تضع على رأس أولوياتها، خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، والاهتمام بهم وتسخير كافة الجهود والإمكانات لراحتهم، بما يكفل تيسير حجهم وعمرتهم طوال فترة تواجدهم على أرضيها، إذ يُعد برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، لاستضافة الحجاج من مختلف دول العالم -من لم يحج منهم- أحد الشواهد الحاضرة والقوية على العناية التي تُوليها حكومة خادم الحرمين الشريفين بالإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة كافة.

بارك الله في جهود الملك سلمان وأعانه على كل ما من شأنه رفعة الإسلام والمسلمين.