ردّ وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق على «حزب الله» من دون أن يسميه، متوجها لمن قال إنّهم «تطاولوا على مقام رئاسة الحكومة ورئيس الحكومة والمملكة العربية السعودية التي لم نرَ منها في لبنان إلا كل الخير»، قائلا: «نحن اتخذنا قراراً بربط النزاع، لكن لم نتّخذ قراراً بربط الكرامات، لأن اللغة التي تُستعمل في السياسة تطال كرامات كبير مسؤولينا».

واستنكر المشنوق في كلمة له خلال عشاء تكريمي التعرّض للمملكة العربية السعودية ومقارنتها بالنظام في سوريا، معتبرا أن المملكة «بانفتاحها على كل الأطراف السياسية وفي أصعب الأوقات، لا يمكن أن نقارن بينها وبين نظام في سوريا استعمل الكيماوي ضد شعبه عشرين مرة». وقال: «لا مقارنة بين مملكة لم تقدّم إلا الخير للبنان والرغبة بالانفتاح على كل الأطراف، والقدرة على الحوار مع كل الناس والمواجهة المستمرة لحفظ العروبة والإسلام، وبين نظام لم يقدّم إلا التفجيرات والتخطيط لقتل المدنيين الأبرياء». وأضاف: «ليكن واضحاً أنّنا لن نقبل بالتطبيع مع النظام السوري». وأكد المشنوق أنّ «دولة رئيس مجلس الوزراء هو الناطق الرسمي باسم الحكومة ولا ينتظر أحدا ليعطيه دروساً»، معترضاً على كلام قال إنّه «لا يُحتمل لا في السياسة ولا في المنطق ولا في العقل ولا في الأخلاق، وأقل ما يقال إنّه كلام بلا أخلاق سياسية».

وبدا المشنوق وكأنّه يرد على النائب في «حزب الله» نواف الموسوي الذي كان اعتبر أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة سعد الحريري من باريس بخصوص عودة النازحين والنظام في سوريا، هي «مواقف شخصية لا تعبر عن موقف الحكومة اللبنانية».

واعتبر وزير الداخلية أن «من يتطاول على رئيس الحكومة وصلاحيته يجب أن ينتظر كلاماً من هذا النوع، لأن رئيس الحكومة لم يعتدِ على أحد، بل قال كلاماً دقيقاً جداً ومحدداً له فيه رأي سياسي، لكنه لم يطل كرامات الناس»، لافتاً إلى أنّه «عندما يستسهلون التعرّض لكرامة رئيس الحكومة فهذا يعني أنهم يستسهلون التعرّض لكرامة كلّ لبناني مؤمن بالدولة، ومؤمن بجيشه ومؤسساته، وليس لشخص سعد الحريري، مع حفظ الألقاب، بل للموقع الذي يشغله سعد الحريري». وأضاف: «هذا ينطبق أيضاً على الكلام بحقّ الرئيس الصامت الصابر تمام سلام، الذي تحمّل لثلاث سنوات جبالاً من الخلافات السياسية والاستهتار الدستوري في ظلّ الفراغ الرئاسي».

وقال المشنوق: «نحن نفخر بحفظنا لعرسال وأهلها وبجيشنا الوطني، والعماد قهوجي لم يفعل إلا ما أملاه عليه ضميره الوطني ومناقبيته العسكرية. ولا كان الرئيس سلام إلا حمّالاً لرسالة حفظ السلم الأهلي. وذلك في ظلّ توترات عشناها سوياً لسنوات التزمت خلالها كثير من الأطراف، «المتفرعنة» هذه الأيام، بتعطيل «الوطنية اللبنانية الحابسة لطوائفها بكل الوسائل».

وفي موضوع العسكريين الـ8 الذين قتلهم «داعش»، كشف المشنوق أنّ «الفحوصات التي أجريت على جثث العسكريين، أثبتت أنّ قتلهم تمّ بعد أشهر من عملية تحرير سجن رومية»، نافياً بذلك محاولة البعض الربط بين العملية وبين قرار إعدامهم.