أحمد عبد التواب

لن تتغير الحقائق بتكذيب قوات التحالف فى سوريا بقيادة أمريكا خبر أنهم قاموا بإجلاء عدد من قياديى داعش فى دير الزور، آخر أغسطس الماضى، قبل أن تحرر القوات السورية المدينة، وذلك إنقاذاً لهم إما من القتل أو الأسر والمحاكمة. وقيل فى الأخبار التى كذَّبتها قوات التحالف إن هناك هدفاً آخر من إجلائهم وهو الاستفادة منهم فى مهام أخرى كثيرة لا تزال فى مخططات أمريكا وحلفائها! أما أن يشيع خبر التدخل لإنقاذ إرهابيى داعش ويجد تصديقاً عاماً، فهذا استناداً إلى مابات مسلماً به بأن داعش صناعة أمريكية إسرائيلية بمساعدة عدد من الدول الأوروبية، وبعد أن تسربت معلومات أفشت ما كان مرسوماً له أن يظل سراً، ولكن أثبتت السياسات والممارسات اليومية صحته، ثم جاءت تصريحات بعض القيادات الغربية بمزيد من التأكيد. مثلما حذَّر الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند، من أن القضاء على داعش يمنح فرصة لتنظيمات أخرى غير معروفة! فى اعتراف ضمنى، على الأقل، بمعرفته لداعش! كما جاء طلب نيتانياهو من بوتين قبل أسابيع قليلة، فى تسريبات نشرتها صحف إسرائيلية، أنه شرح لبوتين مخاطر القضاء على داعش الذى يتصدى للمدّ الإيرانى! وأن إسرائيل تخشى من أن الضربات الروسية الموجعة لداعش تجعل فرصة إيران وحزب الله أفضل، وهو ما يشكل خطراً جسيماً على إسرائيل.

كل هذا يدعو إلى القلق، ويكبح الفرحة من الانتصار العسكرى ضد داعش الذى حققته العراق وسوريا بمساعدة حاسمة من روسيا، وهو ما يُخشَى منه أن تكون إزاحة داعش من مسرح الأحداث توطئة لنزوله تحت الأرض، بمفاجآت العمليات الإرهابية ضد أجهزة الدولتين وشعبيهما، مع كل ما يؤكد أن أمريكا وحلفاءها لا يزالون على رؤيتهم بأن داعش يحقق لهم إنجازات بتكلفة أقل من تورطهم مباشرة فى العمل على تحقيقها، سواء فى الإقليم أو خارجه. مما يجعل من الممكن أن يظهر داعش قريباً فى ميانمار تحت ستار الدفاع عن مسلمى الروهينجا ضد الكفار البوذيين، فيكون شوكة فى حلق الصين وقريباً من كوريا الشمالية.