أحمد رحيم 

تأكد حصول تنسيق على مستوى متقدم بين خلايا «اللجان النوعية» التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين»، المُصنفة إرهابية في مصر، ومسلحين تابعين لتنظيم «داعش» في شمال سيناء، ظهر جلياً من المعلومات التي كشفتها أجهزة الأمن المصرية بعد كشف بؤرة إرهابية تضم عناصر من الطرفين في منطقة «أرض اللواء» في الجيزة جنوب القاهرة.

وقتلت قوات الأمن تكفيريين فارين من شمال سيناء في مداهمة لشقتين في «أرض اللواء»، وقتلت 10 أشخاص أعلنت هوية 6 منهم بينهم نجل قيادي كبير في جماعة «الإخوان»، وضبطت أسلحة وذخائر في حوزة المسلحين.

ومن بين القتلى عمر إبراهيم الديب، نجل القيادي في «الإخوان» إبراهيم الديب، الفار إلى تركيا والمطلوب ضبطه على ذمة قضية «اللجان النوعية» التابعة للجماعة، كما قُتل في المداهمة 3 من شباب «الإخوان».

وأفيد بأن المعلومات الأمنية دلت على أن اثنين على الأقل من المجموعة التي قتلت انخرطا في القتال في شمال سيناء لفترة وتلقيا تدريبات من قبل مسلحي تنظيم «داعش» هناك، ثم عادا إلى القاهرة.

وقال مصدر أمني لـ «الحياة» إن التنسيق بين «داعش» و»الإخوان» أمر لا شكوك فيه، فهو «مؤكد بأدلة قاطعة ترقى إلى القرائن، وليس مجرد تحليل يمكن استنتاجه من خلال وجود أفراد منخرطين في العمل الإرهابي في الجماعتين في وكر واحد في منطقة أرض اللواء». وأضاف المصدر أن «الجماعتين الإرهابيتين (داعش والإخوان) تحتفظان بشخصيات تمثل همزة وصل بينهما طوال الوقت»، لافتاً إلى أن «أجهزة الأمن ألقت القبض منذ أكثر من عام على شخص يُدعى أحمد شحاتة، وهو مسؤول الاتصال بين العناصر المسلحة في شمال سيناء والجماعات المسلحة التابعة للإخوان في العمق المصري»، موضحاً أن «شحاتة اعتقل أثناء نقل أسلحة وذخائر من جماعة أنصار بيت المقدس، التي بايعت داعش، في شمال سيناء إلى الخلايا النوعية التابعة للإخوان في الوادي». وأضاف أن «مسلحين يتبعون داعش ساعدوا شحاتة في الفرار من محبسه خلال هجوم على سجن المستقبل رُتب له جيداً العام الماضي، وتم توقيفه مجدداً مطلع العام الجاري بعد فراره بشهور».

وقال الباحث في شؤون الأمن والإرهاب في مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل البحيري لـ «الحياة»، إن «خلية أرض اللواء ضمت عناصر من اللجان النوعية لجماعة الإخوان بينهم عمر الديب وبعض زملائه»، لافتاً إلى أن «قتل عناصر من مسلحي سيناء واللجان النوعية يشير إلى أحد احتمالين، أولهما أن عناصر من داعش فرت من شمال سيناء وانخرطت في اللجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان، أو أن عناصر من تلك اللجان من سكان القاهرة ذهبت إلى شمال سيناء لتلقي تدريب متقدم في صفوف داعش ثم العودة إلى القاهرة لتنفيذ هجمات، لكن أجهزة الأمن رصدتهم وأحبطت خططهم»، موضحاً أن «القراءة الدقيقة للاحتمالين تؤكد أن هناك تقارباً الآن يتم بين التنظيمات الإرهابية الجديدة ممثلة في اللجان النوعية التابعة لفصيل في الإخوان مع التنظيمات التقليدية ممثلة في أنصار بيت المقدس الذي بايع داعش».

وأضاف ان «المعلومة التي لا يُظهرها التحليل هو مستوى هذا التنسيق، وهل يتوقف عند حدود التدريب أو التسليح أو شن هجمات مشتركة» مشيراً الى انه «يمكن القول إن التنسيق وصل على الأقل عند حد تدريب عناصر اللجان النوعية في معسكرات داعش في شمال سيناء»، لافتاً الى ان «هذا التنسيق يمثل خطراً بالغاً، إذ يُمكن أن يتطور إلى علاقات بين التنظيمين أو أفرادهما تؤدي إلى تنسيق عملياتي، وفي ظل غموض مصير تنظيم داعش الأم، والاحتمالات المتزايدة لحصول انشقاقات في أفرع التنظيم بعد تهاوي مركزه، يُمكن أن يتراجع «أنصار بيت المقدس» عن بيعة «داعش»، ويحدث اندماج بين تلك التنظيمات المتطرفة، ما يشكل خطراً كبيراً، في ظل تغلغل عناصر «اللجان النوعية» في العمق المصري».

في غضون ذلك، أكد وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، خلال زيارته أمس عناصر من الشرطة الذين أصيبوا خلال المواجهات مع العناصر الإرهابية في منطقة «أرض اللواء، أن «أفراد الشرطة الذين يخوضون معارك شرسة في مواجهة الإرهاب سيواصلون تضحياتهم بكل دأب، ولم ولن يفتر عزمهم أو يلين إصرارهم».