أحمد عبد التواب

المشكلة المرشحة للتصعيد ضد الجاليات الإسلامية المقيمة فى عدد من دول الغرب والمتجنسين بجنسياتها، وخاصة بريطانيا، حول ختان البنات الصغيرات التى هى جريمة منصوص عليها فى القانون الذى يعتبرها تشويهاً لطفلة وتصل عقوبتها إلى السجن بين 7 و14 سنة للطبيب مع سحب رخصته، إضافة إلى عقاب أهل الضحية، كما لم تجد المجتمعات الغربية أى تبرير دينى كعامل تخفيف، فى وقت يعلن كثير من علماء المسلمين أنها عادة وليست عبادة! ومع ذلك، فقد تكشف رسمياً أن بعض أولياء الأمور يُصرّون على أن تخضع ابنتهم القاصر للختان إلى حد أن الإحصاءات تسجل عملية ختان كل 109 دقائق فى بريطانيا. والغريب أن القيود الشديدة لا تجبر الأهل على الالتزام بالقانون، وإنما تجعل بعضهم يفرون بالفتاة الصغيرة إلى بلدهم الأم حيث يجرون العملية هناك. ثم يعودون ليدخلوا فى عمليات مراوغة للتهرب من الجريمة وإجبار الطفلة على التكتم عما حدث لها! 

أضف إلى هذا أن بعض هؤلاء المتطرفين صاروا يفرضون أفكارهم بتصرفات غير معهودة فى الغرب، مما ينتهك الحريات الشخصية ويقتحم خصوصيات الأفراد! وهناك مواقف كثيرة مسجلة بالصوت والصورة يجرى تداولها على الإنترنت عمن يعملون بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فى قلب لندن وضد بعض النساء البريطانيات، بطلب الاحتشام من واحدة تقرأ فى أمان فى حديقة مفتوحة فى يوم قائظ واتهامها بأنها تسعى لإغواء الرجال لأن فستانها يكشف ذراعيها! ومن رجل مسن بزى باكستانى يُعنِّف فتاة بريطانية فى الأوتوبيس لأنه لا يليق بها أن تخرج من منزلها بهذه الملابس..إلخ 

المفارقات كثيرة وحالاتها متعددة، وهى قبل أن تكون عنواناً على العجز عن الاندماج فى المجتمعات المستقبِلة للهجرة، فهى عامل عرقلة للمهاجرين الآخرين الراغبين فى الاندماج، كما أنها توفر الحجج القوية للفريق الآخر المتطرف على الناحية الأخرى، ليجد ما يعلنه كأدلة مقرونة بعمليات الإرهاب التى تضربهم من آن لآخر، لإقناع الرأى العام لديهم بأن هناك خطراً شديداً على ثقافتهم وعلى مجتمعاتهم إن لم يتخذوا إجراءات حاسمة رادعة لحماية أنفسهم.