سليمان العيدي

لقد كانت الشهادات التي تلقتها القيادة السعودية وأعربت عن جودة الخدمة في المناسك وقضاء أجمل رحلات العمر في ربوع مكة والمدينة والمشاعر، خير شاهد على نجاح موسم الحج

بكل المقاييس والاعتبارات كانت شهادة القاصي قبل الداني على نجاح موسم الحج، وهي الشهادة التي تفوقت فيها أجهزة الدولة مكتملة في عقدها الذي قدره بعض الإحصائيين بـ500 ألف رجل خدمة ما بين أمني وخدمي من جهات الدولة المختلفة تحت مظلة اللجنة العليا للحج التي يرأسها سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، الذي احتفل مع زملائه نهاية الأسبوع الماضي بهذا التفوق وخروج الحج بهذه الصفة المشرفة لبلاد الحرمين، ورأينا تبادل برقيات الشكر من دول خارجية مع المملكة قيادة وشعبا، والحق ما شهد به الأعداء، حيث كانت برقية الحكومة الإيرانية التي أشادت برقي الخدمات داخل المشاعر وخارجها، بدءا من لحظة وصول 83 ألف حاج إيراني إلى السعودية وحتى لحظة مغادرتهم الأراضي المقدسة، أشادوا فيها عبر وسائل الإعلام السعودية التي هي الأخرى تفوقت في التغطية الإعلامية المرئية والمسموعة والتقنية الإعلامية العالية خلال موسم الحج، وتناقلت هذه الشهادات من مختلف المراكز الإسلامية ورؤساء بعثات الحج، وهو موقف تعتز به المملكة التي أعلنها مجلس الوزراء السعودي في أواخر شهر رمضان المبارك عندما رحب بكافة ضيوف الرحمن، بمن فيهم الحجاج الإيرانيون والقطريون، إلا أن المؤسف هو خدش هذه الشهادات بالتلفيق من قبل القيادة القطرية التي أنابت نفسها عن الآخرين وأحرجت الشعب القطري الشقيق الذي شاهد بعينه المنجزات والخدمات لضيوف الرحمن، وأدلى بشهادته عبر قنوات البث السعودي ووسائل الإعلام التي تشكر على نقلها هذا الحدث الإيماني الناجح، وإزاء هذا وجدنا وبكل أسف التعتيم الإعلامي من قطر على نجاح الحج أمام وسائل الإعلام العالمية التي استضافتها وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة على مدى أيام الحج، فهل يغطي نجاح بمثل هذه الأكاذيب والتلفيقات القطرية الحاقدة التي دعتهم إلى الإضرار حتى بالحجاج القطريين أنفسهم ممن أدى الفريضة، ورأينا مشهدا مخزيا بتعذيب أحد القطريين على أيدي رجال أمن من قطر على الحدود القطرية بعد عودته سالما ضمن ضيوف الرحمن في برنامج خادم الحرمين الشريفين، واستضافتهم على حسابه الخاص وفقه الله. 
أبعد هذا يصدق عاقل هذه الأكاذيب التي تختلقها الحكومة القطرية تجاه حجاج قطريين عادوا بكل أمن وراحة؟! لقد كانت الشهادات التي تلقتها القيادة السعودية وأعربت عن جودة الخدمة في المناسك وقضاء أجمل رحلات العمر في ربوع مكة والمدينة والمشاعر، خير شاهد على نجاح موسم الحج الذي واكبه نقل إعلامي سعودي مباشر أمام الفضائيات العالمية، ورأينا كيف كانت انسيابية الحركة وخلو الحج من الأمراض المعدية، وعاد وفد الحجاج بما يصل إلى مليون حاج حتى لحظة إعداد هذه الزاوية للقارئ -تصحبهم عناية الله- وهدية المملكة العربية السعودية لكل حاج لدى مغادرتهم مطاراتها وموانئها، يحملون أجمل الذكريات، كل حسب رؤيته، وقد أحسن الإعلام السعودي في مواكبه هذه الرحلة الإيمانية، فشكرا لوزارة الثقافة والإعلام ولرجال أمننا الذين أثبتوا عبر مشاهد وصور إنسانية أن خدمتهم تجاوزت كونها أمنية إلى صور إنسانيه رائعة مع كبار السن والأطفال والطائفين وأمام الكعبة، لتكون رحلة ماتعة تسعد من يشاهدها بعد حين، فجزى الله حكومة المملكة كل خير، ونجاح باهر لموسم هذا العام رغم حقد الأبواق التي تضلل المشاهدين عبر قنوات قطر، وبكل أسف نيابة عن إعلام الأعداء، وتحية لكل رجل قام على خدمة الحاج وأجره على الله.