مرسى عطا الله

1 - إذا كان منصب رئيس الجمهورية فى أى بلد من بلدان العالم يمثل جاها وسلطة وتشريفا فإن الأمر فى مصر - وفى هذه المرحلة الدقيقة والحساسة - يبدو مختلفا حيث المسئوليات بالغة الضخامة والتحديات شديدة الجسامة، وممارسة السلطة أشبه بقفز الحواجز والموانع من أجل التقدم خطوات حثيثة باتجاه الصعود إلى قمة جبل النهضة وتجنب الانزلاق إلى قاع بئر الفشل والانهيار. 

فى مصر أحلام كبيرة وإمكانات متواضعة، وتلك هى صعوبة المعادلة التى يواجهها رئيس الدولة عندما يقود بنفسه سفينة العبور إلى دولة العمل والإنتاج والتنمية فى نهر متعرج مملوء بالعقبات والمصاعب حيث تتأثر مياهه وقوة اندفاعها بما يجرى فى البحار المرتبطة به بكل ما فيها من عواصف إقليمية ودولية! 

والحلم باعتلاء مقعد رئيس الجمهورية حق لكل مواطن لا ينازعه فى ذلك أحد طبقا للدستور والقانون، ولكن هذا الحق مرهون بالقدرة على أداء الواجب المنوط به حسبما يرى الناخبون فى ضوء ما بلغته الحرب ضد الإرهاب من مراحل متقدمة تقترب من ساعة الحسم وبالتوازى مع المهام الثقيلة للإصلاح المالى والاقتصادى لتأمين أوضاع الدولة، ومعالجة ما لحق بها من هشاشة كادت تقترب من بلوغ مرحلة الانهيار والخراب فى السنوات الثلاث التى سبقت 30 يونيو 2013. 

وكلنا نتذكر كيف كنا نرتعب خوفا من الحاضر والمستقبل بعد عواصف الفوضى التى دهمتنا وأفرزت تركة هائلة ومخيفة بعد أن أصيبت مؤسسات الدولة وكياناتها بأفدح الخسائر وكان لسان الحال ينطق باحثا عن الرئيس المنقذ والمؤهل للمهمة الصعبة بتاريخه المنضبط ، وإيمانه باحتياطى القوة فى مصر وقدرته على مواجهة الشعب بالحقائق مهما تكن صعبة!

وأهلا بأى طامح فى حمل المسئولية واعتلاء مقعد رئيس الجمهورية والدخول إلى حلبة المنافسة عبر صناديق الانتخابات بعد أشهر قليلة تحت رايات المنافسة وبعيدا عن منصات الصراع والتجريح التى لا تحتملها أوضاعنا فى هذه المرحلة! وغدا نواصل الحديث