&حمد الكعبي

فشلت مؤامرة «تدويل الحج» التي حاكتها إيران منذ سنوات، وتتردد الآن أصداء هذا الإخفاق في قطر، وقد أغلق «تنظيم الحمدين» الصفحة الإلكترونية التي فتحتها وزارة الحج السعودية أمام الحجّاج القطريين للتسجيل، في إطار سلوك أمني بدائي، يسعى للضغط على المملكة، التي تنبّهت لخبث هذه المقاصد، فوفّرت روابط بديلة لأداء الفريضة، مع مزيد من التسهيلات والاستثناءات.


ما يُريده التحالف الإيراني القطري من هذه المؤامرة معروف للعالم الإسلامي، وثمة تاريخ قريب يُقرأ. فطهران لم تطلق تلك الدعوة إلا بعدما تصدّت السعودية لمحاولاتها العديدة لـ «تسييس الحج» عندما كان الحجّاج الإيرانيون ينشغلون عن أداء المناسك بالتظاهر، وافتعال أحداث الشغب منذ ثمانينيات القرن الماضي، وإثارة الفتن المذهبية في موسم يوحّد مشاعر المسلمين وتطلعاتهم حول العالم.
الأمر سيادي بالنسبة للسعودية، فالمشاعر المقدسة على أرضها، والتدابير التنظيمية بأكلافها المادية والبشرية تتولاها المملكة منذ عقود طويلة، وليس سهلاً استضافة ملايين الحجاج في بقعة جغرافية محدودة، لولا تحمّل السعودية هذه المسؤولية بكفاءة واقتدار. والأمر كذلك سيادي بالنسبة لمسلمي العالم، فلا يمكن أن تتحول مكة المكرمة والمدينة المنورة والصفا والمروة إلى ساحات سياسية لتنفيذ مخططات مريبة، تهدد أمن الحجيج، وأمن المملكة.


لم تمنع السعودية مسلماً واحداً من أداء فريضته، لكي تدعو طهران والدوحة إلى إشراف دولي على الحج. على العكس تماماً، فالنظامان المعروفان بعدائهما لمصلحة المسلمين، يضعان العراقيل أمام الحجاج الإيرانيين والقطريين، ويسعيان إلى فرض شروط، لا تقبلها السعودية، ولا ملايين المسلمين الذين يريدون «حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً» والعودة إلى بلدانهم بأمن وسلام.
الخبر السيئ بالنسبة لـ «تنظيم الحمدين»، أنّ حجاجاً قطريين وصلوا بالفعل إلى السعودية، ولم يجدوا إلا كل ترحيب وحُسن ضيافة، بفضل الاستثناءات التي قدمتها لهم وزارة الحج عبر التسجيل من خلال روابط بديلة، لا تطالها القبضة الأمنية القطرية التي بلغت من البؤس والارتباك أنها تحاول تعطيل فريضة، لأجل أجندة سياسية لم تعد مريبة فقط، بل ضالعة في التآمر والفضيحة.

&

&

&