عبدالعزيز الجار الله

أرادت إيران أن يكون بداية هلالها الشيعي الذي كانت ترسم وتخطط له طوال الـ(40) سنة الماضية من المكان الأقرب للسعودية: اليمن (صعدة، ميناء الحديدة، مضيق المندب وخليج عدن، بحر العرب) بحر عمان المشترك بين ثلاث دول عمان وباكستان وإيران، ثم البحرين والكويت في الخليج العربي، ثم بالطبع إيران الذي ينحني حولها الهلال، ثم العراق، سوريا، لبنان. أي أنه يبدأ بصعدة ثم مضيق باب المندب باليمن عند خليج عدن حيث تلتقي مياه بحر العرب بمياه المحيط الهندي ومياه البحر الأحمر، مرورًا بالخليج العربي حتى ينتهي بسواحل البحر الأبيض المتوسط في لبنان، يطوق دول الجزيرة السعودية والخليج بما فيها الأردن لتكون الجزيرة العربية داخل الهلال الشيعي.

هذه صورة مختصرة جدًا للمخطط حيث اعتقدت إيران أن ثورات الربيع العربي ساعدتها وسرعت في تنفيذ المخطط، ولم تكن أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي تجهل هذا المخطط، كما أن العرب يعرفون ويدركون أبعاد المخطط لكنهم ينتظرون ساعات صفر المقاومة وبداية إفشال الطوق الشيعي الذي تعمل له إيران: نشر وتوسيع تواجد المذهب الشيعي، والنفوذ السياسي والعودة إلى مركز عسكري الخليج العربي القوي. لكن عاصفة الحزم والحسم للتحالف العربي في اليمن فضحت وأفشلت المخطط بكسر قاعدة الطوق الجنوبي للقوس الشيعي، ثم تلاه اندحار داعش في سورية والعراق، وعزل حزب الله في لبنان ساهم في انهيار الحلم الإيراني.

اليوم تشهد طهران ثورات بالداخل ضد نظامها، واحتمالات عده تنتظرها:
أن تتطور وتطيح بنظام الملالي أو تعيد تصحيح مسارها السياسي تتوقف عن تدخلاتها بالوطن العربي وأطماعها في دول الجواره العربي، ودعم الإرهاب الدولي.

أو تمزيق إيران وإنفصالها إلى دويلات حسب نشاط أقاليمها وقومياتها.
أو إخماد حركة الاحتجاجات وانحسارها كما قال الحرس الثوري، وتبقى مجرد ثورة جياع لا امتداد لها.

لكنها مهما كانت النتائج فإن النظام الإيران قد أصيب بما يسمى بكسر العظم العسكري والخيبة السياسية من حكومة ملالي تدعي أن لها أهدافًا نبيلة جاءت لتحرر الشعوب وتعيد لهم كما تقول حقوقهم الدينية الشيعية والوطنية في اليمن والعراق وسورية ولبنان، ثم تجد نفسها مرفوضة من شعبها في الداخل تمرد وحركات انفصال وثورات اجتماعية وفقر وبطالة.

للعرب دور يجب أن يؤدوه في هذا الظرف الذي يعد إيجابيًا للعرب لا بد أن يستثمره العرب حتى وإن هدأت حركة الشارع الإيراني.