فاطمة حوحو


شهدت الساحة اللبنانية خلال اليومين الماضيين، أحداثا متفاوتة، كان أهمها محاولة اغتيال أحد قيادات حركة حماس الفلسطينية، حينما كان يتمركز في منطقة البستان الكبير في بمدينة صيدا، حيث تم وضع عبوة ناسفة في سيارته أدت إلى إصابته بقدمه ونقله إلى المستشفى، الأمر الذي أحدث ضجة إعلامية حول الشخصية المستهدفة ومدى ضلوع قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذه العملية.
وطبقا لخبراء في الشأن اللبناني، فإن التخوفات تتمحور حول مدى ارتباط هذه العملية بالأحداث الجارية في مخيم عين الحلوة، والذي يترافق مع إجراءات أمنية مشددة للجيش اللبناني، بهدف حماية المخيم، في ظل تواجد مطلوبين داخل المخيم متهمين بالانتماء إلى خلايا إرهابية.


شكوك حول العملية


في غضون ذلك، شككت تقارير في دوافع الاستهداف، خاصة أن المنطقة التي استهدف فيها القيادي، محمد حمدان، العامل في مكتب مسؤول الحركة السياسي في لبنان، أحمد عبدالهادي، أقرب إلى المدخل الشمالي لمدينة صيدا، وبعيدة نسبياً عن مخيم «عين الحلوة»، وتتمتع المنطقة بأجواء هادئة ومختلطة بين سكان لبنانيين وفلسطينيين، ولا يوجد مكتب لحركة حماس فيها.
من جانب آخر، أكد أحد أقارب حمدان، أن الأخير لا ينتمي للحركة، وهو أستاذ تعليم يعمل في تطوير المناهج التعليمية، الأمر الذي يثير المزيد من الشكوك حول الرسائل والدوافع وراء عملية الاستهداف.

جهات متورطة


شددت مصادر مطلعة داخل مدينة صيدا، على أن المستهدف قد تكون له علاقة بما يحصل في الداخل اللبناني، مع وجود بصمات إسرائيلية متورطة في هذه العملية، مشيرة إلى أن طائرة إسرائيلية دون طيار كانت تحلق في المكان لحظة وقوع الانفجار. وتخشى الأوساط السياسية في لبنان، من عودة موجة الاغتيالات داخل البلاد بهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، في ظل الأزمات المتقلبة التي تعيشها المنطقة ووقوف لبنان نسبيا بعيدا عن هذه الاضطرابات.