شملان يوسف العيسى

في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية ايريك باهون أن الوزارة لا تنوي سحب أي جندي أميركي من العراق في المدى القريب، مضيفاً أن وزارة الدفاع اتفقت مع العراق على تحويل مهام القوات الأميركية الموجودة على الأرض لتدريب وحدات الجيش العراقي ورفع جاهزيته لمحاربة الإرهاب.. أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على وجود خطة لخفض قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق تدريجياً، مؤكداً في الوقت نفسه على الحاجة إلى غطاء جوي هائل لتجنب فراغ عسكري دولي على الأرض العراقية، وأكد بأن خطر الإرهاب لا يزال قائماً في العراق لاسيما وأن هناك وجود تنظيم «داعش» داخل الأراضي السورية المجاورة.

رغم حقيقة أن الإعلان الأميركي ما هو إلا إجراء تبديل وتغيير بسيط للقوات الأميركية، إلا أن الأحزاب العراقية الطائفية المدعومة بشكل مباشر من الجارة إيران، هددت بالمواجهة مع الأميركيين. فقد أعلن «حزب الله» العراقي في بيان قال فيه المتحدث باسمه جعفر الحسيني بأن التواجد الأميركي في العراق احتلال والتحالف الدولي بقيادة واشنطن تم تشكيله خارج إرادة العراق، وأن القوات الأميركية دخلت العراق عنوة. وأشار إلى أنه لا يوجد أي قرار حكومي عراقي لبقاء القوات الأميركية.

البرلمان العراقي بدوره ينوي إنهاء وجود القوات الأميركية، حيث كشف النائب عن ائتلاف «دولة القانون» في البرلمان العراقي، محمد الصيهود، عن وجود توجه برلماني لإنهاء التواجد الأميركي في العراق، معتبراً أنه تواجد احتلالي للعراق.

ومن المفارقات الغريبة إعلان قائد البحرية الإيرانية، العقيد محمد موسيوندان، في مدينة عبادان جنوب إيران، بأن قوات خفر السواحل الإيرانية والعراقية تنفذان دوريات بحرية مشتركة في نهر شط العرب بهدف الارتقاء بالأمن في المياه الدولية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك اتفاقاً بين العراق وإيران على إجراء عمليات بحرية مشتركة في شط العرب. لكن الغريب في الأمر أن النواب العراقيين لم يحتجوا على «التعاون» مع إيران.. لكنهم يرفضون التواجد الأميركي!

ولعل المشكلة القادمة التي ستواجه العراق قريباً هي أن هناك مجهوداً خليجياً عربياً دولياً لإعادة إعمار العراق، حيث سيعقد في هذا الشهر مؤتمر دولي في الكويت لجمع التبرعات للعراق، بحضور عربي ودولي. وقد نشرت الصحف الكويتية أن أكثر من 1000 شركة عربية وعالمية تود المشاركة في إعادة إعمار العراق، وهذه خطوة إنسانية كبيرة لمساعدة الشعب العراقي المنكوب.

إن إعادة إعمار العراق تتطلب وجود الأمن والاستقرار وهذا يتطلب وجود حكومة عراقية قوية لديها رؤية وطنية حاذقة تهدف إلى وحدة التراب والشعب العراقيين بكل مكونات البلاد، بعيداً عن المحاصصة الطائفية وزج الدين في السياسة.