برلين 

اغتنم نجوم سينمائيون وناشطون الحفلة الافتتاحية لمهرجان برلين السينمائي بدورته الثامنة والستين لدعم حركة #أنا_أيضاً والدعوة بطريقتهم إلى وقف الانتهاكات الجنسية في قطاع الفن السابع.

وسار عدد كبير من المدعوين إلى هذا الملتقى السينمائي البارز الأول في أوروبا خلال العام على السجادة الحمراء مرتدين الأسود تنديداً بالمعاملة التي تحظى بها النساء في القطاع، على غرار ما حصل خلال حفلة توزيع جوائز «غولدن غلوب» في كانون الثاني (يناير) وفي احتفالات عدة في الولايات المتحدة.

أما الممثلة الألمانية آنا بروغيمان فأطلقت نداء مختلفا عنونته #نوباديزدول (لست دمية أحد) لدعوة النجمات إلى التخلي عن الأزياء القصيرة وارتداء «ملابس مريحة أكثر».

ومن بين الفنانات اللواتي لفتن الأنظار على السجادة الحمراء، أطلت الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون ببزة سوداء.

وأبدى الممثل براين كرانستون الذي يشاركها بطولة أحدث أفلام ويس إندرسون الذي افتتح المهرجان، «تفاؤله الشديد» بعد زلزال #أنا_أيضاً خلال الأشهر الماضية. وقال كرانستون المعروف بدوره في مسلسل «بريكينغ باد»:»نحن نشهد ربما على بوادر ولادة مجتمع جديد»، مبدياً سعادته لرؤية «انهيار أساسات التمييز ضد النساء».

كذلك أبدى الممثل جيف غولدبلوم (جوراسيك بار) أمله بأن تكون «صفحة طويت لتفتح بعدها فصول جديدة يكون فيها احترام النساء القاعدة من دون أي استثناء». ويأتي مهرجان برلين السينمائي في أوج الاتهامات في حق المنتج الهوليوودي النافذ هارفي واينستين بارتكاب اعتداءات جنسية وما تلاها من تسريبات مشابهة طاولت أسماء كبيرة في عالم السينما والفن.

وقالت وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا غروتيرس «نفرش السجادة الحمراء لحملة #أنا_أيضاً وللنساء اللواتي يدافعن عن أنفسهن وللرجال الذين يتمتعون بالمقدار الكافي من الرجولة للترويج للمساواة بين الجنسين».

وطلب المخرج الألماني توم تيكفر وهو رئيس اللجنة التي ستختار الفيلم الفائز بجائزة الدب الذهبي، ألا «يُخنق» النقاش الدائر في هذا المجال «من أي كان»، لكنه شدد على أهمية «ألا يتم تأجيج النقاش بطريقة اصطناعية» في إشارة إلى أخطار حرف الأحاديث في اتجاه منحى فضائحي.

ووعد المنظمون بالترويج للتنوع في أشكاله كلها على رغم أن أربعة أفلام فقط من الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية أخرجتها نساء. وهم أشاروا إلى أنهم استبعدوا سينمائيين عدة بسبب اتهامات بتصرفات جنسية غير لائقة.

إلا أن ممثلة كورية جنوبية رفضت أن تكشف اسمها انتقدت المهرجان لدعوته المخرج كيم -كي-دوك وفيلمه «هيومان، سبايس، تايم أند هيومان» الذي يعرض السبت. وهي تتهم الأخير بصفعها وإرغامها على تصوير مشاهد جنس مرتجلة عندما كانت تعمل في أحد أفلامه.

ورفع تجمع يضم مئة جمعية مدافعة عن الحقوق المدنية في كوريا الجنوبية، أول من أمس، حدة الضغط من خلال انتقاد القرار «الجائر» للمهرجان بدعوة «المسؤول عن اعتداء جسدي» فيما «الضحية التي رفعت الصوت تُهمش».

وأكد مدير المهرجان ديتر كوسليك قبل انطلاق الحدث أن «مهرجان برلين يدين ويعارض بطبيعة الحال أي شكل من أشكال العنف والسلوك الجنسي غير المناسب».

وعلى مدى 11 يوماً سيعرض نحو 400 فيلم في إطار أول مهرجان سينمائي كبير في أوروبا هذه السنة قبل كان والبندقية، والوحيد الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور.

وانطلق المهرجان مع عرض فيلم ويس إندرسون مخرج فيلم «غراند بودابست هوتيل».

وقد جمع إندرسون في ثاني تجربة له في أفلام التحريك كوكبة من النجوم من بينهم براين كرانستون وبيل موراي وجيف غولدبلوم وغريتا غيرويغ الذين يؤدون أصوات الكلاب في الفيلم.

ويروي الفيلم مغامرات أتاري (12 سنة) الباحث عن كلبه «سبوتس» الذي وضع في الحجر على جزيرة في اليابان بسبب وباء أنفلونزا الكلاب. وهي المرة الرابعة التي يتنافس فيها المخرج للفوز بـ «الدب الذهبي» الذي سيعلن الفائز به في 24 شباط (فبراير) من بين 19 فيلماً في المنافسة.