فاتح عبدالسلام

‭ ‬تراكمت‭ ‬خبرات‭ ‬عراقية‭ ‬عديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬الانواع‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬والهندسة‭ ‬والجامعات‭ ‬والصناعات‭ ‬الحيوية‭ ‬واستثمار‭ ‬الارض‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والبناء‭ ‬ومجالات‭ ‬علمية‭ ‬تفصيلية‭ ‬كثيرة‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬نجد‭ ‬البلد‭ ‬يسير‭ ‬بخبرات‭ ‬منتجة‭ ‬سياسياً‭ ‬في‭ ‬دهاليز‭ ‬مغلقة‭ ‬وأطر‭ ‬ضيقة‭ ‬،‭ ‬ترى‭ ‬التغيير‭ ‬حاصلاً‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬خطوة‭ ‬الى‭ ‬أمام‭ ‬استقطاب‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬عادت‭ ‬تفكر‭ ‬أصلاً‭ ‬بالعودة‭ ‬للعراق،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬عدد‭ ‬ضئيل‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬وصُدم‭ ‬بما‭ ‬وجد‭ ‬فغادر‭ ‬محبطاً‭.‬

أسمع‭ ‬دائماً‭ ‬أنّ‭ ‬نواباً‭ ‬سافروا‭ ‬الى‭ ‬بلدان‭ ‬مختلفة‭ ‬للإفادة‭ ‬من‭ ‬تجاربها‭ ‬البرلمانية‭ ‬أو‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ويعودون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترجمة‭ ‬أيّ‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البلد‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬أغلبهم‭ ‬لم‭ ‬يفهموا‭ ‬في‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬مرتكزات‭ ‬تجارب‭ ‬الآخرين‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬دراسات‭ ‬معمقة‭ ‬وليس‭ ‬الى‭ ‬زيارات‭ ‬تشبه‭ ‬السياحية‭.‬

بلدنا‭ ‬المحطم‭ ‬به‭ ‬حاجة‭ ‬أكيدة‭ ‬لخبرات‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الاساسي،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تتوافق‭ ‬قوانيينا‭ ‬مع‭ ‬افكار‭ ‬التغيير‭ ‬والاصلاح‭. ‬

العراق‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬مفهوم‭ ‬ان‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬هو‭ ‬ارسال‭ ‬قوات‭ ‬لمساندة‭ ‬البلد‭ ‬عسكرياً‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬ارسال‭ ‬الأموال‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬وهما‭ ‬مجالان‭ ‬يحتاجهما‭ ‬العراق‭ ‬حتماً‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بطريقة‭ (‬الفزعة‭) ‬والهبة‭ ‬المؤقتة‭ ‬التي‭ ‬تنتهي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ترك‭ ‬أثر‭ ‬بنائي‭ ‬في‭ ‬البلد‭. ‬

العراق‭ ‬يدخل‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬السنة‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬جديد،‭ ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬أعلنوه‭ ‬للشعب‭ ‬والعالم‭ ‬معاً‭ . ‬وانظروا‭ ‬الى‭ ‬حال‭ ‬الأمور‭ ‬أين‭ ‬وصلت‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬طي‭ ‬الصفحة‭ ‬السياسية‭ ‬بانفتاح‭ ‬وطني‭ ‬عظيم‭ ‬متسام‭ ‬عن‭ ‬الشوائب‭ ‬واحتضان‭ ‬الجميع‭ ‬مهما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬،‭ ‬والشروع‭ ‬بالافادة‭ ‬من‭ ‬ثروة‭ ‬العراق‭ ‬النفطية‭ ‬لتأسيس‭ ‬صندوق‭ ‬سيادي‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجمه‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬،‭ ‬والتحول‭ ‬الى‭ ‬بلد‭ ‬منتج‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حقل‭ ‬صناعي‭ ‬او‭ ‬زراعي،‭ ‬وأن‭ ‬لايكون‭ ‬للبلد‭ ‬سوى‭ ‬جهاز‭ ‬شرطة‭ ‬واحد‭ ‬وجهاز‭ ‬مخابرات‭ ‬مقنن‭ ‬وجيش‭ ‬مهني،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬سيجنبنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوحول‭ ‬التي‭ ‬نخوض‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أمل‭ ‬للخلاص‭ . ‬

خمسة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬مدة‭ ‬كافية‭ ‬لنهضة‭ ‬الأمم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬كبوتها‭ ‬قاسية‭.‬

قد‭ ‬ننتظرعقداً‭ ‬ونصف‭ ‬العقد،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ . ‬ما‭ ‬أصبرك‭ ‬أيها‭ ‬العراقي‭ .. (‬معقولة‭ ‬تسويها‭ ‬وتنتظر‭ ‬؟‭)