خالد أحمد الطراح

 

العم والرمز الوطني المناضل والإنسان الدكتور احمد الخطيب أطال الله في عمرك:
أتوجه اليك بخطابي هذا ملتمسا العذر والتفهم في الاثقال عليكم في وقت تحتاج فيه الى الراحة، بعد مسيرة وطنية حافلة بانجازات تاريخية دفعت ثمنها غاليا، ثمنا تعرفه اركان الكويت القديمة وذاكرة اجيال الامس البعيد واليوم.
اننا اليوم، شعبا ووطنا، نمر بظروف صعبة للغاية، ظروف تحمل ملامح لا تختلف من حيث المضمون الى حد كبير عن الظروف القاسية التي واجهتها وأنت في بدايات النضال السياسي.
العم الدكتور احمد الخطيب:
كويت الدستور التي ناضلت من أجلها مع نخبة من ابطال الكويت، منهم من مات وهو في ساحة النضال، ومنهم من توفاه الله وافتقدته الكويت، فيما واصلت بنفسك مع عدد من الرموز الوطنية النضال وتحملت شخصيا صنوفا من قسوة العذاب.
قاعة عبد الله السالم تشهد لك حين زلزلتها، وكذلك مجالس اخرى، بصرخات جريئة لم تغب عنها مصالح الشعب الكويتي يوما، بل كانت بلسما يداوي نفوس عليلة وضمائر متعبة من معاناة سياسية.
كويت العروبة التي نذرت نفسك لها مواطنا شريفا وطبيبا وقائدا للعمل الوطني من دون الرضوخ لإغراءات ومساومات سياسية يعرفها جيدا ابناء الكويت الشرفاء من أجيال الامس وأجيال الحاضر من شباب وشابات تداخلت امامهم اصوات نشاز تدعي الوطنية، ينزف ألما اليوم من تراجع مفزع ومواقف يقودها البعض باسم الشعب عبر اجندات العبث والتخريب السياسي، فيما يصفق لهم كورال التدمير عبر حملات تشويه شنيعة ضد ضمائر من اصحاب الارادة التي تكسر ولا تنكسر.
الرمز الدكتور الخطيب:
حسرتنا اليوم كشعب لا تختلف الى حد كبير عن آلامك التي عبرت عنها في رسالتك في 2015/11/25 الى «روح رفيق الدرب عبد الله السالم»، الامير الراحل «ابو الدستور»، حيث تتفتت الصفوف وتدمى القلوب بسبب مواقف تستهدف النظام الديموقراطي!
فجور في الخصومة ومقترحات غير دستورية اصبحت من مفردات قاموس سياسي طارئ، وشماتة لم يعرفها اهل الكويت بحق رجالات لم تخش القضبان بينما يتمرغ غيرهم من الصبيان في وحل المال السياسي والنفوذ على حساب الوطن.
المناضل الدكتور الخطيب:
أخاطبكم حتى انا وغيري كثر نستمد منكم العزيمة لمواصلة مسيرة نذرت لها حياتك منذ عقود، فصورة الطبيب والمناضل والإنسان احمد الخطيب ستظل محفورة في وجدان ذاكرة الوطن والمواطن حتى لو هبت رياح عاتية من الفساد وزاد عدد المفسدين يظل د. احمد الخطيب رمزا ومرجعا وطنيا وكذلك من سار على دربك.
كنا نتمنى ان نتقاسم معكم وأهل الكويت بهجة عودة نادي الاستقلال الذي هو جزء من تاريخ الدولة وليس ملكا خاصا لفرد بعينه، لكن هناك اختزالا للتاريخ!
ندعو العلي القدير ان يلهمنا الصبر والصلابة من اجل كويت الدستور التي اصبحت في «عين العاصفة» وتحولت ساحة الديموقراطية الى تجارة غالبا ما يقودها مخادعون وطارئون على العمل السياسي حتى بعد مرور 27 عاما على تحرير الكويت و55 عاما على صدور الدستور.