عزت صافي 

في الثامن من آذار (مارس) الجاري توفي الضابط اللبناني المتقاعد العميد غابي لحود في العاصمة الإسبانية مدريد حيث تم دفنه.

هذا الضابط كان له دور كبير في مرحلة من أهم المراحل اللبنانية التي جرى خلالها التحول من عهد كان محسوباً على الجيش بقيادة الجنرال فؤاد شهاب بين مطلع الإستقلال في العام 1943، ثم برئاسته للجمهورية من عام 1958 إلى عام 1964، وبعده في عهد الرئيس شارل حلو، حتى عام 1970 حين توقف «العهد الشهابي».

وبرحيل العميد لحود يعود الزمن اللبناني الى حقبة الستينات من القرن الماضي، وتعود محطات يمكن التوقف عندها:

منتصف الليل في العاصمة اللبنانية بيروت (30 أيلول/ سبتمبر 1969)، السكون يعم حي «الأونيسكو» في الشطر الغربي من المدينة، وحركة المرور والسكان بين المنازل شبه معدومة. فالطقس كان حاراً، ورطباً، ومنزلي كان في ذلك المحيط، على مسافة قصيرة من مبنى سفارة الإتحاد السوفياتي.

... وسُمع صوت إطلاق رصاص داخل إحدى البنايات. رصاصتان، أو ثلاث، لا أكثر. ثمّ خيّم الصمت، وبعد دقائق سُمع صدى مرور سيارات عسكرية... اثنتان «جيب» وثالثة «إسعاف».

توقفت السيارات الثلاث أمام مبنى من ثلاث طبقات يبعد نحو مئتي متر عن مقر السفارة السوفياتية، وضُرب طوق عسكري حول ذلك المبنى وشمل حرم السفارة، وبعد قليل إنطلقت سيارة الإسعاف باتجاه المستشفى العسكري قرب المتحف الوطني في الشطر الشرقي من بيروت، وساد الصمت.

كنت في ذلك الوقت مدير التحرير في جريدة «الأنوار» وموقعها في الشطر الشرقي من بيروت، وقد تلقيت اتصالاً من عائلتي التي كانت بالقرب من الحادث، ومن دون تفاصيل. وأجرينا اتصالات مع المراجع الأمنية، ولم نحصل على معلومات: «لا شيء». كان «الترانزستور» في صالة التحرير ينقل أخباراً عادية، وكانت معظم الصحف في ذلك الزمن تعتمد على محطات الإذاعات العربية، والأجنبية، وخصوصاً الـ «بي بي سي» من لندن... وفجأة قطعت الـ «بي.بي.سي» برنامجها لتعلن نبأ عاجلاً من مراسلها في بيروت يفيد أن «إشتباكاً بالرصاص جرى في داخل شقة يسكنها ديبلوماسيان من طاقم السفارة السوفياتية». وتوقف المذيع عند هذه الفقرة. ثم عاد مرة أخرى وأفاد بأن الاشتباك حصل بين الديبلوماسيين وجنود من الجيش اللبناني... ولا تفاصيل»!

قبل أن نحاول الاتصال بـ «المكتب الثاني»– جهاز المخابرات- في الجيش اللبناني للحصول على معلومات مسموح بنشرها، تبلّغنا: لا معلومات... لا تخالفوا القواعد، وإذا تبلّغنا شيئاً نبلغكم»!

وفي اليوم التالي نشر بعض الصحف اللبنانية، النبأ كما أذاعته محطة لندن، ولا تفاصيل... وقد تبيّن أن مراسلاً لوكالة «رويتر» في بيروت كان ساهراً في منزل صديق له في الحي القريب من السفارة السوفياتية، وهو كان مصدر النبأ، وقد أضاف إليه في إتصال آخر معلومات إضافية خلاصتها «أن الاشتباك دار بين الديبلوماسيين السوفيات وجنود من الجيش اللبناني،» ثم تبيّن أن الاشتباك أسفر عن تعادل بالإصابات: اثنان من جهاز السفارة، وضابطان من الجيش اللبناني. وعند هذا الحد توقفت التفاصيل الرسمية.

ولكن، ماذا حدث في «الجناح» غير المعلن للسفارة السوفياتية في ذلك الوقت؟ ومن كان في الجناح من طاقم السفارة؟ ولماذا جاء ضابطان في الجيش اللبناني الى هناك؟ ومن هما وماذا كانت مهمتهما؟ ومن هم المسؤولون السوفيات الذين كانوا في الشقة، ومن كان البادئ بإطلاق الرصاص، ولأي سبب؟

كل تلك الأسئلة بقيت بلا أجوبة ظلّت محصورة لدى الجانبين اللبناني والسوفياتي بضع ساعات قبل أن تبدأ وسائل الإعلام الأجنبية تكشف الأسباب والتفاصيل، وخلاصتها: المخابرات العسكرية السوفياتية الـ (KGB) كانت تعمل لخطف طائرة «ميراج» فرنسية من سلاح الجو اللبناني بواسطة ضابط طيار لبناني، وقد تجاوبت المخابرات العسكرية اللبنانية مع المؤامرة لاستدراج السوفيات الى الفخ، حتى إذا وقعوا فيه كان الثمن الذي يطلبه اللبنانيون في المقابل سياسياً، وهو: تأييد موسكو لإعادة انتخاب الجنرال فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية مرة ثانية بعد انتهاء ولاية الرئيس شارل حلو في أيلول 1970.

لكن تفاصيل ما حصل بعد ذلك كشفت كم هي خطرة لعبة الدول الصغيرة عندما تحاول اللعب على الدول الكبرى.

كان السوفيات يريدون الحصول على طائرة «الميراج-3» التي تُعتبر قمة ترسانة السلاح الجوي لفرنسا، كبرى الدول الأوروبية في حلف شمال الأطلسي. وفي الوقت ذاته كانت «الميراج» الطائرة الهجومية التي تملكها إسرائيل، وبأسراب منها أغارت على المطارات الحربية المصرية ودمرتها عام 1967، كما دمرت تحصينات الجبهة السورية في الجولان، وفي تلك الحرب ذهبت طائرات «الميغ 21» و «السوخوي» السوفياتية ضحية الضربة المباغتة التي شاركت فيها أجهزة الأسطول الأميركي في البحر المتوسط. وصارت «الميراج- 3» هدفاً سوفياتياً لكشف أسرارها ومواصفاتها التكنولوجية والهجومية.

 

«الميراج» للبنان

بين الدول العربية في ذلك الزمن لم يكن سوى لبنان الدولة العربية التـي تملك سرباً من «الميراج-3» يتألف من اثنتي عشرة طائرة، وقد حصل عليها عام 1964 بتسهيلات استثنائية من الرئيس شارل ديغول، أما الجهة الممولة فكانت «القيادة العربية الموحدة» التي شكلتها الجامعة العربية في مطلع الستينات من القرن الماضي لخوض معارك كانت تستعد لها مصر وسوريا ولبنان والأردن، حماية لتنفيذ مشروع تحويل روافد نهر الأردن. لكن المواجهة لم تتم. فقد توقفت أشغال التحويل في بداياتها بعدما كادت تؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة مع إسرائيل.

اثنتا عشرة طائرة «ميراج -3» كانت رابضة على مدرج مطار «القليعات» العسكري في حضن منطقة الشمال المتصلة بالأراضي السورية، وهناك، بين الطيارين في سلاح الجو اللبناني، كان من يمكن أن يكون متعاطفاً مع التيار العربي الناصري المؤيد للاتحاد السوفياتي، زمن نصير العرب بالسلاح والعتاد في صراعهم مع إسرائيل. فأي هدف يمكن أن يكون أسهل من هذا الهدف أمام جهاز الـ (KGB) للحصول على واحدة من تلك الطائرات الفرنسية والفرار بها؟

وتعددت الروايات حول عملية «الميراج»، ومضى وقت طويل قبل أن يكشف رئيس «المكتب الثاني» يومها العقيد غابي لحود بعض الأسرار.

وكان للجهاز السوفياتي في بيروت «وسيط» لبناني سبق له أن خدم في سلاح الطيران. وقد اختار ذلك الوسيط زميله في زمن الخدمة الضابط اللبناني الطيار محمود مطر ليعرض عليه تنفيذ عملية الفرار بـ «الميراج» مقابل مبلغ كبير من المال.

في البدء بدا الضابط مطر متردداً وطلب إعطاءه مهلة للتفكير في الأمر، ثم أبلغ رئيسه ما سمع فنقل هذا بدوره المعلومات الى رئيس «المكتب الثاني» العقيد غابي لحود الذي كان همه أن يهيّئ الفرص والضمانات لتأمين عودة الجنرال شهاب الى الرئاسة. وبسرعة حبكت في ذهن العقيد اللعبة– المغامرة، فطلب من الضابط الطيار أن يقبل العرض مبدئياً للوصول مباشرة إلى رجال المخابرات السوفياتية، وأن يكتم السر ويبقى على إتصال دائم معه.

كان العميد لحود قد رسم تصوراً إفترض أنه «خطّة» السوفيات، وفي المقابل، رسم هو خطته المعاكسة على أساس أن السوفيات يريدون طائرة «الميراج-3» و»المكتب الثاني» يريد رئاسة الجمهورية لفؤاد شهاب الذي لم يكن يعلم ماذا يحصل.

وكانت خطة العقيد لحود أن يقبض على أحد رجال المخابرات السوفياتية بالجرم المشهود، مع دليل مادي، في عملية سرقة «الميراج» ثم يأخذه إلى السفير السوفياتي في بيروت ليقول له: نحن وأنتم أصدقاء. هذا هو رجلكم مع دليله. سوف نكتم السر. إنما نطلب فقط ترحيله، ثم نتفاهم.

وكان في حساب لحود أن السفير السوفياتي سوف يجد حكومته في ورطة تشكل فضيحة تكون لها أبعاد وأصداء دولية، فيرضخ للأمر الواقع، ويقدر لـ «المكتب الثاني» الشهابي صمته وتغطيته للفضيحة، ثم يعمل لإقناع عاصمة بلاده بتأييد انتخاب فؤاد شهاب، فيتغير موقف كمال جنبلاط وأصدقاء الاتحاد السوفياتي من النواب. وهكذا، كما تصور العقيد لحود، يتكامل الدعم المطلوب من الأكثرية النيابية اللبنانية، مع الدعم العربي والدعم السوفياتي، فلا يبقى لفؤاد شهاب سبب للإعتذار، أو التردد، في قبول إعلان ترشيحه للرئاسة.

كان في استطاعة العقيد لحود أن يتوجه الى السفير السوفياتي مباشرة، ويطلعه مسبقاً على المحاولة التي يقوم بها رجال الـ(KGB) ويطلب منه وقفها تجنباً للوقوع في الورطة، فيكسب الهدف الذي يسعى إليه، إلا أنه تخوّف من أن يتهمه السفير باختلاق خطة مؤامرة، ولذلك مضى في اللعبة للحصول على دليل مادي يضعه أمام السفير، وكان في ظنّه أن السفير سوف يتجاوب.

وكان الطيار اللبناني قد اطلع على الخطة السوفياتية التي وضعت للفرار بطائرة «الميراج-3» والوصول بها إلى أقرب مطار عسكري داخل إحدى الجمهوريات الآسيوية التابعة للاتحاد السوفياتي، وهو مطار يقع في جوار مدينة «باكو» عاصمة جمهورية آذربيجان القريبة من إيران.

وكان على الطيار، عندما يأتي دوره للقيام بطلعة تدريب من المطار العسكري في القليعات، أن يقلع بـ «الميراج-3»، ثم يقطع الاتصال مع قاعدته ويختفي، ثم يسلك المسار المحدد له إلى «باكو»، في حين يتكفل سلاح الطيران السوفياتي تأمين مروره ووصوله بسلامة.

كان التحضير للعملية قد إستمر نحو شهرين الى أن تم الاتفاق على تنفيذها في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) 1969. لكن كان هناك شرط مسبق تمسّك به الطيار اللبناني بتوجيه من العميد غابي لحود. ويقضي الشرط بأن يتسلّم الضابط الطيار من رجل الـ (K.G.B) قبل بدء العملية، شيكاً موقعاً ومصدقاً ومسحوباً على بنك في سويسرا بمبلغ يساوي مليون دولار، بحيث يكون ذلك الشيك الدليل المادي الذي يريده رئيس «المكتب الثاني»، لكنه لم يكن يريد الشيك فقط، بل يريده مع رجل الـ(KGB) مقبوضاً عليه بالجرم المشهود.

وسارت العملية بسرعة وأمان حتى تلك الليلة التي انفجرت فيها الخطة، وتحولت كارثة على رأس «المكتب الثاني». فقد ذهب الضابط اللبناني في الموعد المحدد إلى شقة رجل الـ(KGB) لتسلّم الشيك مع الخطة النهائية لتنفيذ العملية. وكان الطيار الضابط مزوداً جهازاً صغيراً يمكنه في لحظة تسلّمه الشيك من إرسال إشارة إلى ضابط وبضعة جنود مرابطين قرب البناية.

في داخل الشقة كان رجلا المخابرات السوفياتيان ألكسندر خومياكوف وفلاديمير فاسيلياف، وكانت خطة العميد لحود مرسومة على أساس أن ينتظر الضابط في الخارج الإشارة من داخل الشقة ليقتحمها مع جنوده فيتمسك الطيار اللبناني بالشيك الذي تسلّمه وينقض على أحد رجلي الـ(KGB)، فيما يتولى الضابط وجنوده القبض على الرجل الآخر، وينتهي الأمر عند هذا الحد.

لكن الخطة التي رسمها «المكتب الثاني» انهارت مع إطلاق الرصاص وسقوط جرحى من الفريقين، ومعها انهارت خطة جهاز الـ(KGB) السوفياتي... فيما انشغلت وسائل الإعلام العالمية بمتابعة الحدث اللبناني الخطير.

 

نفوذ السفير

في بيروت كان للاتحاد السوفياتي في تلك المرحلة سفير ذو شخصية مميزة، له نفوذ قوي في قيادة الكرملين التي كانت تمنحه ثقة مطلقة، وتأخذ برأيه في أي موضوع لبناني. وكان ذلك السفير، سرفار عظيموف، نصيراً للقضية الفلسطينية وعلى علاقة متينة مع كمال جنبلاط، الذي وصف العملية بأنها مؤامرة سخيفة قام بها أغبياء لإلحاق الضرر بسمعة الإتحاد السوفياتي صديق العرب وحليفهم الأكبر

ولم تمض سنة إلا وخسرت كتلة «النهج الشهابي» معركة رئاسة الجمهورية في أواخر سنة 1970، وفاز خصمها اللدود سليمان فرنجية، فحاكم ضباط «المكتب الثاني»، وظهرت براءتهم من التهم الموجهة إليهم، لكن الرئيس فرنجية رتّب عملية إبعادهم من لبنان بتعيينهم ملحقين عسكريين في عواصم أفريقية وآسيوية، الى أن بلغوا سن التقاعد فخرجوا من الخدمة، وتوزعوا في لبنان ودول أخرى عربية وأجنبية، فيما استقر رئيسهم العميد غابي لحود في مدريد حيث تولى إدارة شركة للاستشارات والاستثمار كان يملكها صديق له من زمن الدراسة.

مضت أربع سنوات انطوت خلالها سيرة الضباط اللبنانيين، وفي الخامس عشر من كانون الأول (ديسمبر) 1973 وجدت نفسي في جنيف لتغطية «مؤتمر السلام» الذي إنعقد بعد تصفية حرب تشرين الأول في ذلك العام، وكانت مصر قد ربحت ثلاثة أرباع تلك الحرب، وربحت سورية نصفها، وقد شاركت مصر والأردن وإسرائيل، ورفضت سورية الحضور لأنها رفضت وقف النار حتى تمكنت من تحرير مدينة القنيطرة وقسماً كبيراً من الجولان.

انتهى مؤتمر جنيف بجلسة واحدة في حضور الأمين العام للأمم المتحدة كورت فالدهايم، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية آنذاك هنري كيسنجر. واغتنمت فرصة وجودي في جنيف للاتصال بالعميد غابي لحود لعلي ألتقي به في مدريد فيكشف لي سر عملية خطف «الميراج» الفاشلة التي كان قد مضى عليها أربع سنوات. وإذ سألته إذا كان ممكناً أن يستقبلني في مدريد تمهل بالجواب، ثم رحّب بي، وعيّن لي الموعد والمكان في اليوم التالي.

وفي ردهة فندق «بلازا» في مدريد جلست أستمع إلى العميد لحود وأكتب، لنحو ثلاث ساعات. وقبيل منتصف الليل غادر العميد لحود على موعد لقاء قبيل ظهر اليوم التالي في الفندق عينه.

وفي الموعد المحدد وصل وراح يقرأ الصفحات، وأنا أراقب تعابير وجهه، كان يزم عينيه بين فقرة وأخرى... إلى أن إنتهى من القراءة، وقد ظلّ صامتاً، مطرقاً.. ثم نظر إلي بابتسامته، وكان يتهيأ ليقول لي وهو يضع كفه على الصفحات المكتوبة: هل تقبل دعوتي للبقاء في مدريد يوماً آخر لنراجع الموضوع معاً على مهل؟

وأدركت أنه بدأ يعيد التفكير في الموضوع من أساسه، وببساطة سحبت الأوراق، على مهل نحوي، وأنا أسأله عن النقاط التي يتحفظ عليها، وقلت له: عميد.. أنتم متهمون بفبركة عملية خطف طائرة «الميراج» الفرنسية لإلصاق تهمة القرصنة بالاتحاد السوفياتي، الصديق المخلص للدول العربية، خصوصاً الدول التي تحارب إسرائيل وتعتمد على الأسلحة والمعدات الحربية، وأهمها الطائرات الروسية المقاتلة وأطقمتها الفنية، فلماذا تحملتم عبء تلك التهمة للحليف السوفياتي للصديق المخلص للعرب ومقابل ماذا؟

وبمزيد من اللطف مع الصراحة كان جوابه:

هل تريد أن أصف لك باختصار ماذا كنا نريد، وماذا حصل؟

ثم تابع: كنّا نصوّب على عصفور فسقط بين أيدينا «صقر» جريح كاسر، ولم نعرف كيف نتصرف مع ذلك «الصقر» السوفياتي.

ثم... من نكون نحن أمام جهاز مخابرات الدولة السوفياتية العظمى؟

أضاف: نعم... أخطأنا في حساباتنا وأخطأنا في التصرّف. ولم نكن نقصد أبداً الإساءة إلى الاتحاد السوفياتي، وقد شرحت ذلك للسفير ولمعاونيه ولكمال بك، وكان من الممكن تدبير الأمر لو لم يعقد الملحق الصحافي السوفياتي مؤتمراً أعلن فيه أن المخابرات الإمبريالية دبرت العملية وأن المكتب الثاني اللبناني نفذها.

وقال العميد لحود: بعدما شعرنا بأن المصيبة وقعت على رؤوسنا وجدنا أنفسنا مرغمين على نشر صورة الشيك وبعض الأدلة الثبوتية التي توافرت لدينا، لا لكي نشهّر بالاتحاد السوفياتي، بل لكي نرفع عنا تهمة التعامل مع الإمبريالية.