حمود أبو طالب

غصن الزيتون الذي يرمز للسلام تم تحويله على الطريقة التركية إلى جحيم من الحمم لمدة شهرين اصطلت به «عفرين» السورية أسفر عن مقتل أكثر من ١٥٠٠ شخص وتشريد أكثر من ٢٥٠ ألفا، وبعد إنهاك المدينة وأهلها سيطر الأتراك بمساعدة الفصائل الموالية لهم على المدينة السورية الإستراتيجية، وتم رفع العلم التركي على سارية عالية وفق طقس رسمي، ثم خرج رجب طيب أردوغان في لحظة نشوة هادرة ليقول تحقق السلام بواسطة آخر جيش للإسلام!

إنها لحظة فارقة في التأريخ العربي الحديث، لحظة خزي ما بعده خزي، فرمزية رفع العلم التركي على أرض عربية وبذلك الشكل الذي فعله جيش أردوغان تعني انهزاما واستسلاما عربيا لم يكن ليتحقق لولا وجود الذين قامروا بالأوطان والذين باعوها والذين أحرقوها بغباء ورعونة مثل بشار الأسد، الذي جعل الغرباء يستأسدون عليه وعلى الأرض العربية السورية ويرفعون علمهم عليها. إنها لحظة خطيرة جدا، فلأول مرة منذ بداية مخطط الفوضى يتم رفع علم أجنبي على أرض عربية بعد احتلالها، ويخرج رئيس الدولة المحتلة ليتباهى بذلك أمام العالم. سبق لإيران أن تباهت بوجودها في 4 عواصم عربية لكن إلى الآن لم يتم رفع العلم الإيراني على مرفق حكومي فيها أو في ساحة من ساحاتها وفق مراسم رفع العلم المعتادة كما فعل الأتراك، فهل سيدشن الأتراك مرحلة الانتقال من الاحتلال الرمزي إلى مرحلة الاحتلال الحقيقي الفعلي، وهل سيبدأ من الآن رفع الأعلام الأجنبية المختلفة على الأراضي العربية؟.

لقد كانت بالفعل لحظة محزنة، لكن الأخطر منها لو لم ينتبه بقية العرب لدلالات رفع العلم التركي في وسط مدينة عفرين والاحتفالية التركية الكبيرة التي صاحبت الحدث.