سامر إلياس 

أبدت موسكو أمس تشدداً حيال فرص إجراء «تفاهمات مع الدول الغربية» تفضي إلى تسوية سياسية في سورية، في وقت ألقت برلين بثقلها الديبلوماسي وعرضت وساطتها، كما جدّدت الرياض استعدادها لإرسال قوات من «التحالف الإسلامي» إلى سورية.

وأعلن السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أمس، عدم استعداد بلاده «التحاور مع الغرب حول سورية بعد الضربات العسكرية»، معتبراً أن جهود الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في الأمم المتحدة لبدء تحقيق جديد في الأسلحة الكيماوية في سورية، وإنعاش محادثات السلام «تأتي في غير وقتها».

وكانت البلدان الثلاثة طرحت السبت الماضي مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى فتح تحقيق جديد لتحديد مرتكبي الهجمات الكيماوية في سورية، والدفع من أجل تفكيك جميع الأسلحة الكيماوية، والدعوة إلى وقف النار، والمطالبة بدخول محادثات سلام.

جاء موقف السفير الروسي رداً على تصريح لسفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة كارين بيرس، أشارت فيه إلى «مناقشة مشروع القرار، لكننا لا نتطلع إلى التقدم السريع في هذه المسألة». وأضافت: «نحتاج إلى رسم طريق للعودة إلى عملية السلام، وأعتقد أننا جميعاً نعرف أن هذا سيستغرق وقتاً».

وجرت أمس محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ركزت على «الوضع في سورية». وأوضح الكرملين في بيان أن بوتين كرر تأكيده خلال الاتصال أن الضربة الثلاثية «عمل عدواني وانتهاك للقانون الدولي، كما ألحقت أضراراً كبيرة بعملية التسوية السلمية للأزمة»، وأن الجانبين أعربا عن استعدادهما للمساهمة في استئناف الجهود الديبلوماسية».

من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن ألمانيا «تتمتع بدور وساطة خاص يسمح لها بإبقاء نافذة الحوار مع روسيا في شأن الأزمة السورية، مفتوحة». وأضاف: «علينا أن نستغل هذه اللحظة لتحريك العملية السياسية. نحتاج إلى روسيا أيضاً في هذا الحوار». جاء ذلك في وقت اتفق الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، على «مواصلة التعاون مع روسيا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة».

وفي الرياض، أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «التحالف الإسلامي ضد الإرهاب» عرض إرسال قوات إلى سورية. وقال في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس: «نحن في محادثات مع الولايات المتحدة كما هو الحال منذ بداية الأزمة السورية (2011)، في شأن إرسال قوات».

وكان الجبير يرد على سؤال حول مقال نُشر الإثنين في صحيفة «وول ستريت جورنال» ورد فيه أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على تشكيل قوة عربية تضم قوات سعودية وإماراتية، لإرسالها إلى سورية. وشدد الجبير على أن هذه الفكرة «ليست جديدة»، وناقشتها الرياض مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في أكثر من مناسبة.

إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة داخل مخيم اليرموك لـ «الحياة» أن «15 من كبار أمراء داعش غادروا اليرموك والمناطق الجنوبية المتاخمة له، في اتجاه وادي بردى، وبعدها إلى أماكن غير معروفة». لكنها نفت علمها إن كانت مغادرة قادة «داعش» تمت «وفق صفقة مع النظام أم عبر دفع رشى لحواجز الجيش والقوى الرديفة التي تحاصر المنطقة». جاء ذلك بعد تداول أنباء عن فرار «قاضييْن شرعييْن» من تنظيم «داعش» الإرهابي من المخيم، هما أبو حمزة الأفغاني، وشقيقه أبو عمار الأفغاني، إضافة إلى خالد منصور أحد قادة التنظيم في المخيم.

في غضون ذلك، نشرت إسرائيل أمس تفاصيل ما وصفته بأنه «قوة جوية» إيرانية موجودة في سورية، في إشارة إلى احتمال استهدافها في حال تصاعد التوتر مع طهران التي حمّلت الدولة العبرية مسؤولية هجوم في 9 الشهر الجاري على قاعدة التيفور الجوية السورية، وتعهدت الثأر.

وعرضت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً التقطت بالأقمار الصناعية وخريطة لخمس قواعد جوية سورية، قالت إنها تُستخدم لإيواء طائرات من دون طيار وطائرات شحن إيرانية، فضلاً عن أسماء ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني يُشتبه بإشرافهم على مشروعات مشابهة، مثل وحدات الصواريخ. وقال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة «رويترز» إن التقرير قدم تفاصيل عن «القوة الجوية للحرس الثوري الذي تراه المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية كياناً سيحاول مهاجمة إسرائيل، وذلك بناء على تهديدات إيرانية بالرد على ضربة التيفور».