سليمان العيدي

الدولة ماضية باقتدار على تتبع المجرمين وتقديمهم للعدالة وتنفيذ أحكام الشريعة فيهم، وستقضي على هذه الفئة الضالة وخوارج العصر، ولن يكون لهم شأن يذكر بقدرة الله وإخلاص العاملين في ميادين الحراسة..

رحل عنا الشهيد -بإذن الله- سليمان العبداللطيف في موقف جبان قاده ثلاثة من الإرهابيين في نقطة أمنية بين بريدة والطرفية، ليقدموا رسالة عنوانها نحن نلفظ أنفاسنا الأخيرة بأحزمة ناسفة كتب عليها إلى جهنم وبئس المصير، هؤلاء الذين خانوا الوطن وباعوا أنفسهم للشيطان، وجعلوا من خلاياهم عداء للدين أولا ثم للوطن وأهله ووحدته، بل إن حقدهم الدفين على وطنهم جعلهم يقومون بهذه العملية الشنيعة في وضح النهار لأنهم متأكدون أن يقظة وبسالة الأبطال لهم بالمرصاد، فليس أمامهم إلا الإفلاس وإعلان الخسارة -ولله الحمد- أمام قوة الإيمان التي تنبع منها نفس الشهيد العبداللطيف وأمثاله من شرفاء هذا الوطن الوفي بأهله ورجال أمنه، وبسالتهم وإلا ماذا يعني اختيار الوقت إلا أنهم عرفوا أن طريق الجحيم أمامهم في الدنيا قبل الآخرة عياذا بالله.
إن موقف هؤلاء العملاء لمن حرضهم ودفع بهم إلى هذا المصير السيئ كان يعلم أنهم ورقة يدفعون بها إلى تحريك خلاياهم التي باتت مكشوفة وستنتهي قريبا أمام صلابة الموقف الأمني الشجاع الذي يحدث بين فترة وأخرى على مدى السنوات الماضية، حتى كادت تنضب ولله الحمد بتوفيق الله ثم يقظة رجال الأمن المخلصين لأمتهم ووطنهم، وقبله لمليكهم على حد تعبير أمير منطقة القصيم الذي نقل عزاء القيادة وعزاءه لذوي الشهيد وأسرته وزملائه، وقال هذا وسام شرف يعتز به كل سعودي يدافع عن دينه ووطنه ومليكه.


ولم يعد مكان للخائن في هذا الوطن الوفي مع رجالاته، والشهيد يعتبر أحد أبناء هذا الوطن الذي نذر نفسه للدفاع عنه، وقدم مثالا للشجاعة والبسالة مع زملائه الذين سبقوه، تغمده الله برحمته، إن منظرا كهذا الذي حدث في منطقة القصيم لا يزيد المواطن إلا لحمة إلى وحدته الوطنية، ولا يزيدنا إلا تكاتفا -بإذن الله- نحو هذا الوطن بقيادته وعلمائه ورجاله المخلصين، ويقدم هذا الحادث المؤسف نموذجا لأبطال الوطن الذين تفخر بهم المملكة العربية السعودية، والذين نراهم في كل مكان في الشرق أو الغرب أو على الحد الجنوبي دفاعا عن عقيدتهم وأمتهم وحدودهم، وهو يؤكد أن الدولة ماضية باقتدار -بإذن الله- على تتبع المجرمين وتقديمهم للعدالة وتنفيذ أحكام الشريعة فيهم، وستقضي -إن شاء الله- على هذه الفئة الضالة وخوارج العصر، ولن يكون لهم شأن يذكر بقدرة الله -عز وجل- وإخلاص العاملين في ميادين الحراسة أسوة بكل مواطن أخلص لوطنه وينتظره -بإذن الله- مستقبل واعد.
فالمواطن هو رجل الأمن الأول، وعليه تقع مسؤولية الإبلاغ عن أي شبهة أو مكامن تؤوي هؤلاء البغاة عبر أي منبر أو وسيلة أو موقع، وليعلم الجميع أن بلاد الحرمين عصية على كل باغ وخائن يريد بهذا البلد وأهله المكر أو السوء، لأن الله تعالى وعد هذا البلد وأهله بأنه في حفظه ورعايته بحول الله، مصداقا لقوله تعالى «ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم». حمى الله بلادنا من كيد الحاقدين والحاسدين.