ماذا أراد خالد مشعل عندما حرض الشعب الأردني على الحراك المستدام؟

والحراك المستدام الذي يقصده كان النزول إلى الشارع وعدم مغادرته، أي إحداث الفوضى، وهذا هدف الإخوان في كل ما يرتكبونه من جرائم ضد الأمة، وحماس هي المثال الحي لذلك التنظيم الإرهابي والعنصري الذي ابتلينا به، وعام 2011 ليس ببعيد عنا، والوضع العربي من بعد ذلك العام ليس خافياً على أحد، دول تمزقت، ودول انشغلت بحروب أهلية وطائفية، واستعمار جديد يعيدنا إلى الوراء 14 قرناً، وملايين من العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا ولبنان راحوا ضحية لعبث هؤلاء المتلاعبين بالمشاعر والدين، منهم من قتلوا، ومنهم من يعيشون في معسكرات المشردين، ومنهم من هُجروا إلى أوروبا وبعض دول الجوار.

هذا ما كان يهدف إليه خالد مشعل، أن يدمر الدول العربية التي حافظت على استقرارها بعد ربيع الإخوان، وما قاله في ذلك البث المتعمد من إخوان الأردن عبّر عن حقد دفين في قلوب من يعتبرون قادة لذلك التنظيم، فهم منذ فشل مشروعهم التآمري مع الأجانب ضد البلاد العربية ركزوا هجومهم على مصر والأردن وبعض دول الخليج، فهي التي أفشلت ذلك المشروع، فزرعت الفتن، وأفصحت عن نواياها بإعلان التحالف الرسمي مع كل الذين يناصبون هذه الدول العداء، وهذه الدول لعلم خالد مشعل وهنية و«نخالة» ما تسمى بحركة الجهاد هي قلب الأمة التي يستنجدون بها كذباً.

يريدها حرباً مفتوحة، وهو الذي يمجد من يريدون دمار هذه الأمة، ويقول بأنها «معركة الإيمان»، فأي إيمان هذا الذي قدمت مليوني شخص حطباً لمعركة خاسرة قبل أن تبدأ، معركة قلت إنها «مغامرة مدروسة» عندما سألوك عنها في أكتوبر، وتقول الآن، وفي الكلمة التحريضية نفسها التي وجهتها يوم الجمعة، إن «ميزان القوى ليس في صالحنا»، فهل هذا اكتشاف جديد بالنسبة لك؟ أم أنك والقادة في حركتك وتنظيمك ومرشدك الأعلى كنتم تظنون أن طوفانكم مجرد نزهة؟!

ألا بئساً لكل عابث متغطرس.