في السابع والعشرين من كل رمضان المبارك كُنّا على موعد فيه من الروحانية العظيم شأنها، العشر الأواخر وليلة القدر المباركة، ومعها عشنا أفراحاً غامرة بمناسبة ذكرى البيعة لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي عراب الرؤية وقائدها محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله ويرعاه-، منذ العام الميلادي 2017 ونحن على العهد مغمورون حباً وكرامة طاعة واقتداء. سبع سنوات شهدنا فيها ما لم نكن إلا ننتظره من قيادتنا الحكيمة الرشيدة، منعة وقوة، ازدهاراً ونماء، ولأنها المملكة العربية السعودية يا سادتي الكرام! فحجم التحديات دائماً يكون بحجم المكانة التي تحظى بها المملكة، وكلما زادت التحديات واشتدت، اختار الله عز وجل وحدهم حماة لبيته الحرام، وخدمة لضيوفه الكرام، يختار سبحانه وتعالى من هو قادر على مواجهة كل تحدٍّ وتجاوز كل صعب والمضي قدماً نحو مستقبل أكثر أمناً وأماناً، خدمة للوطن والدين والعروبة والإنسانية جمعاء.

في هذا اليوم من هذا الشهر الفضيل الـ27، وفي ذكرى البيعة لولي العهد، نرفع الأيادي والأعناق إلى عنان السماء نخاطب ربها الواحد الأحد بالحمد والشكر والثناء، ثم العرفان والتقدير لصاحب العهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله ويطيل لنا في عمره-، فما نعيشه اليوم من جد واجتهاد في العمل وبناء في المستقبل، ما هو إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى.

سبع سنوات مضت من عمر الرحلة التي ما زلنا رغم كل إنجازاتنا ونجاحنا نراها البداية وما زال في القادم الكثير والكثير من الخير والصلاح للوطن شعباً وأرضاً، وللأمتين خيراً، وللعالم كله قدوة حسنة في كيف تزدهر الأوطان وتنمو، وكيف يكون السلام الحقيقي الذي تحميه سواعد الرجال، هذا حالنا اليوم، سعودية كبيرة وصلت إلى كل منطقة في العالم، وأصبحت مضرباً للمثل في كيفية الاستعداد للمستقبل، وقدوة في كيفية إدارة الموارد وتنمية المستقبل وتحسين وتطوير المجتمع، والقادم بإذنه تعالى أفضل، بهمة الرجال وروح الانتماء والولاء للوطن وقيادته، لا شيء مستحيل على سفينة محمد بن سلمان الضاربة قوة في الذهاب إلى مستقبل أفضل دائماً إن شاء الله.

الحديث عن المنجزات يطول ولا تكفيه حدود مقالتي، ولكن الحديث عن العموميات في التطور العلمي والاقتصادي والعسكري والمجتمعي والصحي والسياحي والرياضي والترفيهي، كل ذلك واقع ملموس لا ينكره عاقل، ولا ينكر العاقل أن هذه المنجزات كلها أتت من وراء عمل وتخطيط وسهر ليالٍ ومتابعة وعلم وتعلم وعمل، كل هذه الأرقام الطردية في النمو وراءها رؤية رجل عشق الوطن فعشقه الوطن، اسمه محمد بن سلمان، وما زلنا نستذكر كلماته القوية حين سئل في مقابلة تلفزيونية عن أمنياته، فقال حينها بقوة الواثق المتوكل على ربه، إن يطيل الله في عمره حتى يحقق أهدافه ويصل بالسعودية إلى مستقبل كل شيء فيها أفضل، وأفضل ما فيه شعب يسعى ويعمل لمستقبل أفضل مما كان.

أي فخر فوق الفخر الذي نعيشه اليوم ونسعى إليه، فخر تراكم فيه كل أنواع الاعتزاز والاعتداد بالنفس، ولعل أكثر وأهم ما زرعه فينا محمد بن سلمان منذ السابع والعشرين من رمضان الأول لنا معه ولياً للعهد، هو الطموح بالأفضل لنا وللإنسانية، الطموح الذي بعد أن زرعه ولي العهد فينا سقاه ورواه بحقيقة أننا نقدر وأننا نستحق، هذا هو قدرنا كسعوديين، هذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى لمن اختارهم خدمة وحماية ورعاية لبيته العتيق في مكة المكرمة.