كم حمامة ستطير وتنثر أجنحتها في الفضاء؟ وكم ابتسامة سيشرق بها وجه المملكة؟ وكم أغنية ستدق أبواب الفضاء باحثة عن مستمعين لها؟ كيف تنفتح قلوبنا على الداخل، وتتجلى المحبة والولاء؟ كيف بدأنا ماراثون الحب للسياحة الداخلية في المملكة؟ أسئلة كثيرة وعديدة تراودني كلما مرت من أمامي صورة لمنطقة خضراء زاهية، أو منطقة أثرية يكتب عنها أحد صناع المحتوى في منصة إكس، تجتاحني قشعريرة لذيذة وأنا أدخل حساباً تلو حساب يتحدث عن السياحة في بلدي المملكة، وأنا العاشقة للسفر والسياحة في أرض الله الواسعة، زرت أماكن كثيرة في العالم، وكعادتي العنيدة وحبي للبحث والاكتشاف لا أترك مكاناً أزوره إلا وأتجول به وأتحدث مع أهله للتعرف على عاداتهم وبحثاً عن شيء مختلف، كنت أنبهر من الآثار والتنوع، فمن ساحل إلى وادٍ، إلا أنني وأنا أتجول في مملكتي الحبيبة لم أعد أنبهر إلا بثراء أرضنا من شواطئ نقية جداً، ومكان مثالي للنقاهة والهروب من ضوضاء الحياة، فالطبيعة فيها متنوعة، فمن البحر والساحل إلى البر والماء العذب والزراعة، والمشاريع الاستثمارية العملاقة في السياحة في المملكة التي أصبحت واقعاً جميلاً، فالسائحون من الخارج والداخل أصبحوا كثراً وهذا مؤشر قوي على أنها مطلوبة ومختلفة، فهناك من يقطع آلاف الأميال لزيارتها. واستراتيجية هيئة السياحة والآثار تجاه هذا الإرث الثقافي والحضاري في مملكتنا تسير بخطى رائعة لإظهاره للعالم والاحتفاظ به، والتباهي بجماله الناعم الهادئ. ومن خلال رحلاتي الكثيرة حول العالم واطلاعي على الكثير من الأماكن السياحية، أجزم أن الكثير من المدن والمحافظات مليئة بعبق التاريخ والآثار والجمال أصبحنا نعرفها الآن ونعرف قيمتها التاريخية والاقتصادية، فحسب رؤية 2030 السياحة أحد أعمدة الاقتصاد وإحدى ثقافات التنوع في مصادر الدخل، ولكننا نحتاج اجتماعياً إلى التعرف على ثقافة السياحة ومفهومها وتعزيز وجودها كفكرة اقتصادية أولاً وتسهيلها للسياح من الداخل والخارج وجعلها موازية أو أفضل من ناحية الخدمات في العالم. فالسياحة والانفتاح على الآخر تقضي على الكثير من التزمّت الفكري ورفض الآخر، وقد لاحظنا في السنوات القليلة المنصرمة الطلب على السياحة من الخارج، ولكننا مازلنا في مرحلة البدايات والاكتشاف المبهرة، والعمل الجبار الذي يقوم به المسؤولون في السياحة عمل يشكرون عليه وما هو إلا امتداد لدائرة المشاريع المهمة والمختلفة في مملكتنا الحبيبة.