«الزمن يمضي، والحياة تتجدد، والتاريخ يكتب ذكريات ومستقبل لم يروَ بعد، للقصة فصول لم تنته بعد»، هذه الكلمات التي أعلن بها السيد خورخي فرناندو بينهييرو دي جيسوس عودته إلى الهلال قبل 9 أشهر لم تكن مجرد كلمات إنشائية جامدة قالها في عرض تقديمي بمناسبة توقيع العقد؛ بل يبدو أنَّها كانت كلمات رجل عاد ولديه شغف بإكمال عمل بدأه قبل 5 سنوات ولم يُسمَح له حينذاك بإكماله!.

هذا الهلال الذي يقدمه اليوم ابن أمادورا يختلف عن أي هلالٍ رأيته من قبل، ربما رأيت هلالًا أمتع، وربما رأيت هلالًا أقوى، وربما رأيت هلالًا أكثر انضباطًا تكتيكيًا؛ لكن ما لا يقبل (ربما) ولا تقبله هو أنَّ أحدًا رأى من قبل هلالًا يجمع بين المتعة والقوة والتجانس والانضباط التكتيكي بهذه الخلطة وهذه السطوة التي حقق بها حتى الآن 34 انتصارًا متتاليًا، وتصدَّر بها الدوري بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه، ووصل بها - حتى الآن - لنصف نهائي دوري أبطال آسيا، وحصد بها أول ألقاب الموسم أمام بطل الدوري الموسم الماضي وحامل لقب كأس السوبر في آخر نسخة برباعية كانت قابلة للزيادة لو وفق لاعبوه في بعض الفرص، ووفق حكام الفيديو في بعض الحالات، ولو لم يوفق المعيوف في أكثر من فرصة!.

رائع هذا الهلال (السوبر) الذي يقدمه خيسوس أو جيسوس أو أيًا كان اسم هذا (الشايب) الذي أعاد للهلال شبابه وعنفوانه، هذا الهلال يستحق بالفعل أن يحقق جميع بطولات الموسم رغمًا عن الجدولة والضغط والإصابات وجنون ومفاجآت كرة القدم، وليس على عشاقه إلا أن يستمتعوا بواحدة من أجمل نسخ الهلال إن لم تكن الأجمل، وليس عليهم إلا أن يطربوا بثناء وإنصاف العقلاء، وبكاء ولطم الموجوعين الذين جعلهم الهلال هذا الموسم يتخبطون يمنة ويسرة بحثًا عن شماعة تربط على قلوبهم بعد أن افتلتت عقولهم، ولم يسلم من جنونهم لجنة استقطاب، ولا صندوق استثمار، ولا حكام أجانب، ولا محليين؛ حتى وصل بهم الجنون إلى أن يشيطنوا مشجعًا سنغاليًا ليس على لسانه إلا كلمة التوحيد.. لا إله إلا الله!.

استمتعوا يا عشاق كبير آسيا بهذا الهلال (السوبر)، وانتظروا القادم الأجمل بإذن الله، ولا تنتظروا من كهول الإعلام، وأطفال ومراهقي «X» إنصافًا أو عدلًا أو إقرارًا بأفضلية الهلال وجدارته؛ فهم لم يفعلوا ذلك طوال عقود مضت، وأجزم أنَّها لو حدثت المعجزة وفعلوا لفقد الهلاليون كثيرًا من المتعة التي يعيشونها اليوم!.

قصف

  • يُفترَض أن يقدم اللاعب السابق شيئًا من خبرته الكروية من خلال عمله كمحلل كروي أو ناقد رياضي؛ لكن ما يقدمه (معظم) اللاعبين السعوديين السابقين في قنواتنا وبرامجنا يجعلنا نردد: «ليتهم سكتوا»!.

  • لنفترض أنَّ الهلال مدعوم أكثر من البقية كما يزعم بعض المحتنقين والمكابرين زورًا وبهتانًا؛ هل الهلال هو من أخرج الأهلي من جميع بطولات الموسم؟! هل الهلال هو من أخرج النصر من دوري أبطال آسيا؟! هل هو من أبعد الاتحاد مبكرًا عن المنافسة على لقب الدوري؟! استخدموا رؤوسكم في غير الهز والهمز واللمز!.

* بعد 4 أيام من تحقيق كأس السوبر يواجه الهلال العين في نصف نهائي القارة، قدر الهلاليين أن يحتفلوا كثيرًا، وقدرهم أن لا يحتفلوا طويلًا!.