مع فجر هذا اليوم أو بعده بقليل، ينتظم نحو مليون و150 ألف طالب وطالبة في فصولهم الدراسية، إيذاناً بانطلاق الفصل الدراسي الثالث والأخير للعام الدراسي الحالي.

هذا الفصل، الذي يبدأ، اليوم الاثنين، ويستمر 53 يوماً، يعدّ الأقل في عدد أيام التمدرس، والأكثر أهمية للطلبة، ويشكل حتماً محطة حاسمة في العام الدراسي، إذ إن نتائجه تحكم عملية ترفيع الطلبة من صف إلى آخر، ومن مرحلة إلى أخرى، ما يجعله يحظى باهتمام خاص من الطلبة وأولياء الأمور، والكوادر التربوية والتدريسية إذ يعدّ السبيل إلى الانتقال إلى مرحلة معرفية جديدة أكثر تقدماً.

الإشكالية التي تواجه الأغلبية العظمى من الطلبة وأولياء الأمور، هي عملية التواصل بين المدرسة وذوي الطالب، حيث تعمد المدارس إلى برامج وطرائق معينة، يصعب على الأهالي التعامل معها، وإذا كان الأهالي يستسيغونها، فإن المشكلة الثانية، وهي الأكثر أهمية، اعتماد بعض المدارس على «الإيميلات» في إخبار ذوي الطالب بالأنشطة والفعاليات التي تنوي القيام بها، ولكن المشكلة الكبرى هنا، أن كثيراً من المدارس ترسل هذه «الإيميلات» في وقت متأخر جداً لتخبر الأهالي بما لديها.

بعض الأهالي يشتكون أن «إيميلات» المدرس تصل ليلة النشاط نفسه، وأحياناً بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً، وأن النشاط يتطلب زياً معيّناً أو استعداداً كرتونياً لنشاط أو فعالية مدرسية، وهنا لا يجد الأهالي متسعاً من الوقت، للتصرّف مع أمر كهذا، إما بالتنازل عنه، وهنا قد يكسر هذا الأمر بخاطر الطالب، أمام زملائه الذين لحقوا واستعدوا للنشاط، أو يتطلب الأمر من رب الأسرة الانطلاق بأسرع وقت نحو المكتبات وأسواق التخفيضات، لشراء حاجيات الواجب أو اللباس المقرر لممارسة النشاط.

الكثير من الأهالي ينزعجون من الواجبات التي تقوم على فكرة اليوم الواحد، كأن تطلب المدرسة من الطالب الحضور بزي معين، ما يستدعي من الأهالي شراء هذا الزي مهما يكن ثمنه، ثم عدم استخدامه مطلقاً، لأنه يناسب فعالية أو يوماً محدداً، ولا يمكن أن يصلح للحياة العادية.

هذه الأنشطة تشكّل عبئاً كبيراً على الأسر محدودة الدخل، وعلى المدارس مراعاة هذا الأمر، فما يعني أن يُطلب من الطالب في كل عام إحضار أزياء معينة للمشاركة في نشاط له مناسبة سنوية، وأن تطلب من الأهالي مأكولات ومشروبات لتفهيم الطالب معنى الغذاء الصحي، أليس بمقدورها شراء هذه المنتجات حتى لو كانت بلاستيكية.

الرسوم المدرسية ليست بالقليلة، وهي تستهلك معظم دخل الأسر، وعلى المدارس أن تراعي أكثر الأعباء التي تحملها على الأهالي، عبر المبادرة من تلقاء نفسها بتوفير مستلزمات بعض الأنشطة، خاصة التي تمر على الطالب كل عام، وعدم إرهاق الأهل بها مادياً ومعنوياً.