إن الرؤية هي إطار الخيال المبدع والحافز الأول للسلوك الإنساني، وعندما نتحدث عن إلهام الرؤية فإننا نتحدث عن الطاقة العميقة القائمة على الرؤية، تصبح قوة دافعة وملكة مهمة وطابعاً حياتياً مهماً يمكنه أن يغير حياتنا للأفضل، إنها منسوجة في كياننا لدرجة تصبح القوة الدافعة وراء كل قرار نتخذه، إنها الطاقة الداخلية التي تجعل الحياة مغامرة جريئة وتشجعنا على مقاومة الخوف والتردد والشك.

على سبيل المثال غاندي جاء من خلفية فقيرة ومتواضعة فيها الكثير من عدم الأمن والجهل وانعدام الثقة، ولكنه استطاع الاعتماد على الرؤية الداخلية التي مكنته من مقاومة المستعمر البريطاني على بلاده، إن وجود الهدف والرؤية يحققان نمو الشخصية والتطوير، واستطاع في النهاية أن يجعل إنجلترا تستسلم وتحرر أمة من ثلاثمئة مليون مواطن هندي بفضل قوته الذاتية.

قال غاندي: «إنني مجرد شخص عادي بمواهب دون مواهب الشخص العادي، ليس لدي شك في أن أي رجل أو امرأة يمكنه تحقيق ما حققته متى بذل نفس الجهد، وزرع نفس الأمل والإيمان»، إن قوة الرؤية الملهمة تدفعنا للشعور الحقيقي بالعطاء وأهميته في حياة الآخرين فيتغلغل هذا الشعور عميقاً في قلوبهم وأرواحهم، إن تلك الرؤية هي عبارة عن قوة تحويل ودفع وتأثير بالغ في وقتنا وعلى جودة حياتنا، وتجعلنا نتفاعل مع الآخرين في العمل والمجتمع والمناسبات.

ولكن أهم شكل من أشكال الحياة هي حياة الذات التي نتصل فيها بالآخرين ونتعرف فيه على ذواتنا وملكتنا المتفردة، وهي تشمل إدراك الذات والضمير والإرادة المستقلة والخيال المبدع، كل تلك الصفات قادرة على قهر المستحيل، إنني مؤمنة بأن الرؤية الملهمة لا تأتي دون جهد لتحقيق الأهداف، لذلك ضع لنفسك رؤية في التعامل مع الحياة وسوف تصل في النهاية لأهدافك.