وصل أمر التعصب الرياضي في الواقع الحالي إلى درجة الغليان، وأصبح الوضع على المكشوف وتطبيق مقولة «على عينك يا تاجر»، غليان وحجار تنبعث هنا وهناك لتعزيز مبدأ مرفوض جملة وتفصيلا، مواقع التواصل الاجتماعي ضجت فرحا وسرورا بخسارة ممثل الوطن «الهلال».

وهذه ليست المرة الأولى في مثل هذه الحالات، بل سبقتها حالات وحالات، لذلك يجب معالجة هذه الظاهرة الخارجة عن نطاق المألوف حتى وإن كان ليس لديك ميول نحو الفريق الذي يمثل الوطن، لكن لا أخلاقيا ولا أدبيا يتم الابتهاج والسرور بتلك الطريقة التي عبر بها الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحجة البحث عن العدالة والمساواة في الرياضة، وأن هناك عدم إنصاف لأنديتهم التي تضررت كثيرا من عدم تحقيق هذا المبدأ، الذي أصبح شماعة للبعض.

لست مدافعا عن الهلال الذي بالتأكيد فرض نفسه بالمنظومة التي يعمل بها منذ سنوات طويلة، وهو فريق بطل شاء من شاء وأبى من أبى.

لماذا كل هذا التعصب والغليان التي تأجج في الشارع الرياضي؟ يجب أن تكون هناك حلول ليس فقط من وزارة الرياضة بل من جميع الجهات، ومنها وزارة التعليم، لمعالجة هذه الظاهرة السلبية التي لا تعكس المفهوم الحقيقي للرياضة.

لا أريد أن أخوض في تفاصيل طويلة، وماذا حدث من منشورات من بعض الإعلاميين المحسوبين على الإعلام من شماتة وقدح في الهلال، لكن هي في النهاية رياضة لابد أن نؤمن أن هناك وجها جميلا ووجها قبيحا لا يمثل الأسس والمبادئ والقيم التي هي جزء لا يتجزأ من المفهوم الحقيقي للرياضة.

انتهت أحداث تفاصيل الهلال والعين بكل تفاصليها ولا أريد أن أحمل التحكيم خسارة الهلال، لأن خيسوس مدرب الهلال أضاع المباراة في مدينة العين هناك، وطلب أن يتأهل إلى النهائي بأي شكل من الأشكال، لكن الكرة التي لم ترضَ الدخول إلى مرمى العين في أكثر من مرة لأن الهلال لم يكن في أفضل حالاته ودخل المباراة بشعور البطل الذي لا يقهر، ولم يقرأ خيسوس فريق العين جيدا، عكس مدرب العين كريسبو الذي حفظ طريقة الهلال جيدا ولعب بالطريقة التي منحته الفوز في اللقاء الأول وكيفية الخروج بأقل نتيجة في اللقاء الثاني.

الحكم الكويتي أحمد العلي بالتأكيد أنه رأى جميع اللقطات الجدلية للمباراة التي قادها بين الهلال والعين، وأنه لو عاد به الوقت لحسب ضربة الجزاء عندما لمست الكرة يد مدافع العين، لكن للأسف حكم «الفار» كان في ذلك التوقيت في إجازة.. مثل هذه الجزئيات تضيع جهد موسم كامل وملايين تصرف على الفريق، لكن غياب «فار» يضيع كل هذا المجهود.