معظم الأديان كانت تعاني من الجماعات المتطرفة التي كانت تعطل مصالح الدول فمثلًا عند اليهود شهدت أول جماعة التطرف في عام 78 م ونعت نفسها "السيكاري" وهي حركة دينية سياسية وتشكل هذه المنظمة حركة تنظيم سري إرهابي حيث تعتبر منظمة إرهابية لها أهداف كيدية في زمنها، ولم يكن الدين المسيحي خاليًا من التطرف فقد انقسم هذا التطرف بين مسيحي العرب ومسيحي الغرب وكلاهما يهدفان إلى الوحشية وقتل التعايش بين الأديان وزرع الإرهاب وتنظيمه، فما أشبه التطرف الديني الإسلامي بالمتطرفين من الأديان الأخرى وقد اتفق هؤلاء المتطرفين من كل دين بأنها نتوء نزعة سياسية مستمرة و لجوءٌ إلى الوحشية والانبطاح واستخدام العنف والحقد وخطابات الكراهية من أجل إرضاء ضمير التطرف الذي ينوح على الفتن وعدم الاعتدال في الدين، ففي الدين الإسلامي ظهرت جماعة الإخوان محصلة النضال بالدين بعدما تم تحريفه وفي وكر هذه المنظمة أهداف خبيثة إرهابية تهدف أن تحكم العالم ويعيش الناس في ضلالة قديمة فهل من عقل ناصع حتى يدرك عِظم خطورة هذه الجماعة إن لم يتم اقتلاعه من كل فكر.
‏إن السبب الرئيسي في إعاقة المجتمع عن الحركة وسباق التقدم الذي تشهده معظم الدول هي الصحوة لأنها دمرت عقل المسلم عن التفكر و إداركِ أنَّ لكل مواقف الحياة أيضا قوانين فالتدين المحشي بالغلو لن يصب سوى التطرف الذي يتوافق تماماً مع الصحوة فهي أصابت هذا المجتمع بالشلل التام والانغلاق عما يشهده العالم من تقدم وتنمية وحضارة وفنون كانت قد حَرَّمَتها الصحوة على هذه البقعة وبالأخص فئة من البشر المتدينين جداً فهم غير متوافقين تماماً مع ذوي الأفكار المتحضرة التي تواكب الانفتاح وتصلب الآراء بفتاواهم التكفيرية التي ليس لها أساس من الصحة في بعض مراجع ابن تيمية، فالمتطرفين وقعوا في شباك جماعة وينادون دائمًا بالجهاد الذي مارسوه معًا في أشبع صُوَرِه وهذه تعتبر جرائم ارتكبت حين اعتلى هذا المتطرف منبر الاحتساب في سحل المرأة وتعذيب وضرب الأبرياء بسبب وقوعهم في أمور صنفوها المتخلفين هؤلاء ذنوبًا واخذوا مكانة الله وعاقبوهم في الحال أما بالضرب أو التنفير بالحديث القاصي أو بالرجم فقد كانت لهم صولات تصنف شريرة و بترت أخيرًا بعد نفض الصحوة من بعض المنابر التي أحدثت تلوثًا مرئيًا لمشاهد المستمع ؛ فإلى الإمام ويالا شجاعة أمير الشباب الذي أطلق كلمة تشفي الغليل بعد أن أطلق مشروع " نيوم " وهو الحدث الذي سيقلب المملكة إلى بيئة استثمارية خصبة مليئة بالحضارة الإنسانية والتصنيع المتطور والإعلام والإنتاج الإعلامي وضخِّ السياحة لهذا المشروع ويأتي كل هذا في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحوُّل المملكة إلى نموذجٍ علميٍّ رائد في مختلف جوانب الحياة من خلال التركيز على استجلاب السلاسل القيمة في الصناعات والتنمية مع تنمية الاستدامة. 
مقولة سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان " سندمر التطرف " عبارة شافية أشرقت مع بوادر رؤية الخير فلا مكان للمتطرفين ‏وهم أمام حلَّين لا ثالث لهما إما أن يغادر التطرف من رحم المجتمع أو أن يُستأصل من أوكاره الحزبية التي تشكلت ؛ بقي علينا أن ندفن هذا التيار المتشدد الذي يحمل شعلة التعصب والميل حتى ينفجر هذا الغلو تطرُّفًا، وعلينا أن ننشأ مصحّاتٍ نفسية لهؤلاء المتطرفين الموالين لجماعة داعش المولودة من رحم الإخوان، وبقي علينا أيضًا أن نصنع أدوية مضادة للتطرف ونشعل المصحة بالموسيقى لعلَّهم يُحبّوا الحياة وينسوا العنف الذي كانوا يروجون له عبر أقنعة التدين والانغلاق عن النقاش في الآراء.
إن ما يحدث في مملكتنا ليس تحسين أوضاع أو تطوير فقط بل إنها نقطة تحول تاريخية عظيمة سوف تشهدها الدولة السعودية بقيادة أمير الشباب محمد بن سلمان المجاهد في سبيل الله لتدمير الإرهاب والتطرف حتى تعود الحياة الطبيعية ويسمو الاعتدال في الدين.


كاتبة سعودية