منذ إندلاع الأزمة في سوريا وظهور الكثير من المعارضات والمعارضين على الساحة، فقد كان من بين هؤلاء الكثير من العقلاء وواقعين يقرؤون المشهد السوري بعقلانية، الذين كانت المصلحة العامة هي همهم والحفاظ على الوطن السوري غايتهم بما في هذا الوطن من المؤسسات والأجهزة، ومنذ الأشهر الأولى من الأزمة كانوا يطالبون كل الأطراف بالجلوس على طاولة الحوار وأن تحل المسألة السورية سلمياً وأن لايكون هناك أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوري، وبعد أن خرجت المسألة السورية من يد السوريين وأصبحت القوى الأقليمية والدولية تتحكم بزمام الأمور في سوريا وتصفي مشاكلها على الأرض السورية وتحارب بعضها البعض على الأرض السورية، أيقن هؤلاء بأن الحل لم يعد بيد السوريين أنفسهم فقالوا : بأنه لابد من توافق تلك القوى حتى أن تحل الأزمة السورية، ولكن مع الأسف وفي الجهة المقابلة كان هناك الكثير من المرتزقة والذين يهلعون وراء مصالحهم الشخصية والمرتبطين بالأجندات الخارجية، حيث شكلت جماعات وهيئات أرتبطت كل واحدة منها بجهة خارجية وأطلقت على نفسها أسماء طنانة ورنانة وبدأت ترتزق منها وتزيد من شدة الأزمة وتطلب من الخارج التدخل في الشأن السوري، وساهمت كثيراً في وفود الكثير من المجرمين وقطاع الطرق واللصوص والخارجين على القانون بدخول الأرض السورية، حيث نهبوا وسرقوا الأموال العامة والخاصة وتفننوا في قتل المواطن السوري وحللوا دمه وأستولوا على ممتلكاته، ولم يمر يوم إلا ويقتل فيه البرئ والطفل والمسن والمرأة على مرآة من أعين المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي ساهم في سفك الدم السوري والذي لم ولايبالي لكل ا لدمار والخراب الذي حل بالبنية التحتية للمجتمع السوري. والمضحك أن البعض منهم كانوا حتى الأمس من حاشية النظام والذين ساهموا في قمع المواطن السوري ونهبوا خيرات الدولة وحرموا الشعب من ثروات بلده، فمنهم خدام وأبن مصطفى طلاس ورياض نعسان أغا وعلى شاكلتهم الكثيرون.

هذه الأزمة تسببت في قتل الكثير من السوريين وتهجيرهم داخلياً وخارجياً وحل بهم المطاف بجلوس في مخيمات اللأجئين في الدول المجاورة والدول الأوربية، وسُرقت أدوات المعامل والمصانع وبُيعت في الدول المجاورة كما هُربت الكثير من الآثار إلى تركيا والدول الأوربية، وعلى الرغم من كل هذا الدمار والتهجير مازال الكثيرين من الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة يرفضون الحوار ويفرضون الشروط المسبقة على الرغم بأنهم مع عوائلهم يقطنون الفنادق الفخمة في العواصم العربية والأوربية ويقبضون الدولارات على حساب الدم السوري، طبعاُ من مصلحتهم أن تستمر الأزمة وأن لاتنحل فإذا حلت فسوف تنقطع عنهم حنفية الدولارت، والغريب في هؤلاء بأنهم في سبات وواد بعيد كل البعد عن الواقع ولايدرون بأنهم عبارة عن دمى بيد القوى الخارجية ولايستطيعون الخروج من قفصهم إلا بأذنهم. وليس هذا فقط فتلك الدول المتحكمة في الأمور في سوريا هي التي تحدد متى وألية عقد المؤتمرات المتعلقة بسوريا وهي التي تحدد من يحضر المؤتمرات من عدمه وحتى البيانات النهائية تكتب للمؤتمرين من قبل تلك القوى، ولاأدري متى يعي هؤلاء المرتزقة ويبتعدون عن مصالحهم الذاتية ومتى يعوا بأن الوطن تدمر والمواطن تشرد في البقاع والمؤسسات تدمرت والأجهزة إنهارت وأنتشرت النزعات الطائفية فأصبح القتل على الهوية، والبلد أصبح محتلاً ومع كل هذا الخراب والدمار مازال يخرج إلينا البعض ويزعق ويشهق على الفضائيات وكأن الأمور والحل بأيدهم.