هل سينتصر العالم على داعش؟ لا أحد يرى أفق مثل هذا الانتصار الحاسم على الفكر السلفي التكفيري الجهادي الإسلاموي الإرهابي المعاصر. فهناك المواجهة العسكرية ومتطلباتهاK وهناك الحرب الآيديولوجية والسياسية وكسب الأنفس التي لايمكن للغرب و لا لأنظمة العالمين العربي والإسلامي الانتصار فيها ما لم يقدمون البديل الخلاصي الذي يلوح به التيار الديني السلفي الجهادي الإسلاموي للمسلمين اليوم بإقامة دولة الخلافة في الدنيا والجنة وحورياتها ونعيمها في الآخرة. كانت هذه الآيديولوجية التعبوية هي التي استخدمتها داعش لكسب التأييد وتجنيد الأتباع ونجحت في ذلك إلى حد بعيد وبالتالي غدت في مرحلة ما من تاريخها القصير زعيمة التيار الإسلاموي السياسي الجهادي السلفي الإرهابي الذي كانت تمثله القاعدة لكنها لم تكن تمتلك رقعة جغرافية خاصة بها وتحت سيطرتها الكلية بل كانت دائمة تحت رعاية وحماية دولة أخرى مثل السودان وطالبان في أفغانستان. ولقد استمرت البيعة للقاعدة من جانب الجماعات الجهادية الإرهابية المقاتلة وتقديمها فروض الطاعة والاعتراف بسلطتها الشرعية عليها لغاية عام 2014. فحتى الجماعات الإرهابية التكفيرية شبه المستقلة كمجموعة أبو مصعب الزرقاوي تبنت تسمية تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ثم بزت فكرة إيجاد دولة إسلامية التي أعلن عن وجودها في العراق من قبل بقايا تنظيم القاعدة في العراق بعد مصرع الزرقاوي في غارة جوية أمريكية. فأعلن أبو عمر البغدادي تأسيس الدولة الإسلامية التي حظيت بدعم وتأييد بعض العشائر السنية ثم الجميليين وغيرهم لا سيما في مناطق الأنبار والموصل والفلوجة والرمادي.ومن ثم تم إرسال أبو محمد الجولاني السوري من قبل أبو بكر البغدادي إلى سوريا لتشكيل تنظيم تابع للدولة الإسلامية في العراق تحت إسم جبهة النصرة لأهل الشام في آب 2011، حيث كان من المفترض في مرحلة لاحقة إعلان إندماج جبهة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق وتحويل إسمها إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" ولكن لم تسر الرياح كما تشتهي السفن، وتمرد الجولاني السوري على زعيمه البغدادي العراقي ولجأ لحماية وشرعية قاعدة الظواهري المصري، الحاسد لصعود نجم البغدادي وتوسع نفوذه. لقد تبينت أهمية امتلاك رقعة جغرافية معروفة ومحددة المعالم كنقطة انطلاق وتوسع جغرافي وعسكري حيث توالت إعلانات البيعة الطوعية من قبل التنظيمات الجهادية الإسلاموية التكفيرية المتطرفة، في شبه الجزيرة العربية واليمن وليبيا والجزائر التي اعتبرت ولايات تابعة لدولة الخلافة الإسلامية، وامتدت الموجة لتشمل مناطق غير عربية كولاية خوراسان التي تضمن منطقة الباكستان وأفغانستان، وولاية القوقاز والشيشان واندونيسيا والفلبين ونيجيريا ومالي وتشاد والنيجر حيث تتواجد بوكوحرام . وكان هناك تأثير كبير وهالة جاذبة للدولة الإسلامية على الشباب الإسلاموي المتطرف في الغرب الذي تعدى بكثير إغراءات وجاذبية تنظيم القاعدة بالأمس القريب. فإعلان دولة الخلافة يعني وجود واقع جغرافي معلوم وحقيقي يجب تمكينه وحمايته وتدعيمه والدفاع عنه بكل السبل أياً كانت التضحيات. وهكذا جذبت دولة الخلافة الإسلامية آلاف الشباب في المدن والظواحي الفقيرة والمهملة في أوروبا التي يتكدس فيها المسلمون المهاجرون الفقراء، حيث نسجت الدولة الإسلامية بينهم خيوط شبكاتها السرية وجمعياتها الخيرية العلنية ومساجدها المتشددة التي تعمل على جمع وتجنيد المتطوعين للقتال في صفوفها. إحدى هذه الشبكات عرفت باسم منظمة الشريعة لبلجيكا التي استلهمت حركيتها من المنظمة الإنجليزية الإسلاموية في بريطانيا " المهاجرون" التي أسسها الزعيم والواعظ المتطرف السوري عمر البكري محمد ومنظمة " الغرباء" ومنظمة الإسلام لبريطانيا التي أسسها البريطاني من أصل باكستاني آنجم شوداري. تأسست منظمة الشريعة من أجل بلجيكا في آذار 2010 على يد فؤاد بلقاسم ونشطت على مدار عامين ونصف من خلال خطبها المتشددة وأشرطة الفيديو التي تبشر وتدعو إلى إسلام راديكالي تكفيري متشدد على الأراضي البلجيكية وقادت نشاطات مناهضة للحكومة البلجيكية في ضواحي آنفير ومنطقة مولنبيك في قلب العاصمة بروكسيل حيث سرعان ما تحولت التجمعات الإسلاموية إلى مواجهات دموية بين المتظاهرين ورجال الأمن والشرطة وقوات حفظ الأمن، وتم حلها رسمياً في 7 أكتوبر 2012، مع تأكيد زعمائها على استمرارها تحت مسميات أخرى وأشكال بديلة للناشط الجهادي الإسلاموي الإرهابي من خلال تجنيد المتطوعين وإرسالهم إلى أرض الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا. ولقد وضعت المنظمة أشرطة الفيديو الدعائية على موقع يوتيوب حيث شاهدها مئات الآلاف وتأثروا بها. وعلى غرارها رأت النور تنظيمات وجمعيات مشابهة الشريعة لهولندا والشريعة لإسبانيا والشريعة لبولونيا .

شبكة الإرهابي الزركاني التي كانت الأصل الذي نبتت منه شبكة عبد الحميد آبا عود البلجيكية، التي نفذت اعتداءات باريس في 30 نوفمبر 2015. ولد خالد الزركاني في المغرب في 23 سبتمبر أيلول 1973، وعاش في حي مولنبيك في بروكسيل وهو من قادة الجهاد الإسلاموي التكفيري المتشدد أو المتطرف الذي لم يتردد في الوقوف أمام المساجد والمدارس للوعظ والتحشيد والإقناع والتعبئة وقد أعتقل وحكم عليه بالسجن في 18 شباط 2016 وهو على علاقة مع سيف الله بن حسين أبو العياذ مؤسس الجماعة التونسية القريبة من بن لادن التي قامت باغتيال الزعيم الأفغاني مسعود في أيلول 2001، وكان قريباً من مقاتلين جهاديين مشهورين في الوسط الإرهابي الإسلاموي مثل سفيان آمغر وخالد بن العربيالنشطين تحت إشراف وتوجيه عبد الحميد آبا عود. وكان الزركاوي شديد الحيطة خاصة في استخدام الهاتف المحمول والكومبيوتر ووسائل الاتصال الالكترونية وكان يلجأ للغة المشفرة ولكن، ورغم حذره الشديد وشكوكه فقد تمت ملاحقته واعتقاله . لكن شبكته استمرت على يد عبد الحميد آبا عود وشكيب عكروه وجليل عطار ورضا كريكت . لقد التحق عبد الحميد آبا عود بالمجموعة البلجيكية الإرهابية منذ لحظة خروجه من السجن 29 أيلول سبتمبر 2012 حيث غادر إلى سوريا والتحق بصفوف الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش في شباط 2013 وأغلب هؤلاء من المجرمين واللصوص ومهربي المخدرات الذي عثروا على طريق الخلاص الإسلاموي وتطرفوا فيه. وكانوا على اتصال وتنسيق مع المجموعات المشابهة في فرنسا كمجموعة عمر ديابي المعروف بعمر أومسين وهو فرنسي من أصل سنغالي يبلغ من العمر 39 سنة وهو نشط في مجال عمل أشرطة الفيديو الدعائية لصالح الأنشطة الجهادية الإسلاموي التكفيرية المتطرفة جداً التي استغلتها مجموعة فرسان العزة الفرنسية المحظورة بقرار من وزير الداخلية الفرنسي السبق في عهد نيكولا ساركوزي كلود غيون لأنها تحث على العنف والكراهية والكفاح المسلح والإرهاب وتعبئة وتحشيد الأنصار والمتطوعين للقتال في صفوف المنظمات الإرهابية الدولية مثل داعش وأخواتها. كان إرهابيو بلجيكا الإسلامويين يخططون لخطف شخصيات سياسية بلجيكية بغية استخدامها كوسيلة ابتزاز لإطلاق سراح المعتقلين الإرهابيين الأعضاء في الشبكات الجهادية الإسلاموية الإرهابية في السجون البلجيكية. فلقد عثر على الحاسوب أو الكومبيوتر الشخصي لنجم الشعراوي وهو أحد الانتحاريين الذين قتلوا في عمليات انتحارية في بوكسيل في 22 آذار 2016 عثر المحققون على حوار مسجل مع الأخوة بقراوي ومسؤول في تنظيم داعش في سوريا لتهيئة الظروف والمستلزمات لتنفيذ خطة خطف الشخصيات السياسية أو المشهورة جماهيرياً من أجل مقايضتها لإطلاق سراح مدحي نمروش المسؤول عن تفجير المتحف اليهودي في بوركسيل و محمد بقالي المخطط لعمليات نوفمبر في باريس 2015. وكانت تلك الخطة من أهداف داعش لتهديد أوربا و لإشاعة الفوضى والرعب في صفوف الرأي العام الأوروبي من الداخل ، كما أن هناك نوايا لشن هجمات بأسلحة كيميائية وجرثومية أو بيولوجية ضد عدد من الدول الأوروبية كما جاء في وثائق مخزونة داخل الحاسوب الشخصي لأحد الإرهابيين المقتولين في المواجهة المسلحة مع رجال الأمن والشرطة البلجيكية. 

لم تنجح داعش في نشر صورة إنسانية مقبولة لها عبر وسائلها الدعائية تقنع بأنها دولة عادية كبقية الدول رغم أن هذا هو محور آلتها الدعائية التي توجهها للمسلمين في العالم أجمع لتقول لهم أنها المكان الوحيد الذي يمكن للمسلمين أن يمارسوا فيه طقوسهم وشعائرهم ويعلنوا معتقداتهم الدينية وتطبيق شريعة السماء الإسلامية كما جاء بها محمد، وبالتالي فدولة الخلافة هي آمن مكان لجمع المسلمين الذين يجبوا أن يهاجروا غليها ويدافعوا عنها ضد القوى الكافرة التي تقمع المسلمين وتضطهدهم حتى إن داعش أعلنت عن ميزانية لدولة الخلافة لعام 2016 بلغت 2 مليار دولار إلى جانب 250 مليون دولار خصصت للعمليات العسكرية الدفاعية والهجومية وعمليات الخارج الإرهابية وحكومة هرمية يقف على رأسها الخليفة أبو بكر البغدادي وهو صاحب القرار الأول والأخير في دولة داعش الإسلامية ومعاونين رئيسيين له أحدهما لولاية العراق والثاني لولاية الشام مع إثني عشر والي لبقية ولايات دولة الخلافة المزعومة عرف منهم أبو عبد الله البغدادي وأبو حمزة المهاجر وأبو صالح الأنصاري وفضل أحمد عبد الله الحيالي المعروف باسم أبو مسلم العفري التركماني الذي ربما يحتل مرتبة الرجل الثالث في التنظيم الإرهابي داعش. وهناك عدد من اللجان التي تقوم بمهام الوزارات كاللجنة الاقتصادية والمالية واللجنة العسكرية ولجنة الشؤون الدينية الخ.. توزع المسؤوليات داخل تنظيم داعش وفق تعليمات مجلس الشورى برئاسة البغدادي نفسه ويبلغ عدد أعضائه 11 عضواً يعينهم الخليفة وهو السلطة العليا في داعش . وأغلب القياديين في التنظيم هم من كبار ضباط الجيش العراقي السابق في عهد صدام حسين ويرأس المجلس العسكري وليد العلواني المعروف باسم أبو أحمد العلواني ومعه ثلاث مساعدين والجنة الدفاع برئاسة أبو عراق الأنباري وهو نائب البغدادي في سوريا بعد انشقاق وتمرد أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة سابقاً وفتح الشام حالياً. وهناك لجنة الأمن والاستخبارات وهي الحلقة الأكثر أهمية في هيكلية التنظيم لأنها تشرف على أمن وسلامة دولة الخلافة وسلامة وأمن أبو بكر البغدادي نفسه كما تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية التي بموجبها يتم رسم خطط وبرامج التنظيم وقرارات التقييم. أما مجلس القضاء فهو برئاسة العراقي محمد العاني ومهمته الإشراف على جميع المسائل القانونية والقضائية المرتبطة بالدولة الإسلامية داعش. يراس المجلس المالي والاقتصادي في داعش العراق محمد مصطفى أبو موفق كما يرأس مجلس الإعلام أبو عمر العبسي ومعه عدد من الخبراء في مجال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والانترنت والدعاية والإعلان ولقد اختار البغدادي أبو محمد العدناني واسمه صبحي طه وهو سوري الجنسية كمتحدث رسمي باسم داعش وأحمد أبو عراق واسمه عبد القادر دزه وفي صلاح الدين والعراقي وسام عبد زيد الزبيدي المعروف باسم أبو نبيل وفي كركوك عبد الأمير نايف الجبوري أبو فاطمة وعن لجنة الحدود طالب رضوان حسين إسماعيل حمداني وعن منطقة الجنوب والفرات الأوسط أحمد محسن الجحيشي وعن حلب أبو عمر العبسي وعن دمشق أبو أيوب العراقي وعن دير الزور الحاج عبد الناصر العراقي وعن حمص أبو يحيى العراقي وعن الحسكة أبو أسامة العراقي وعن نينوى عدنا لطيف حميد أبو مهند الذي كان حاكماً أو والياً عن الأنبار قبل تحريرها. وهناك قيادات أجنبية كأبو عمر الشيشاني وشاكر الفهداوي أبو وهيب الألباني وأبو عبد الله الكوسوفي وأبو حذيفة اليمني وأبو عمر العراقي وأحمد أبو سمرة المعروف بأبو همام عن منطقة الحدود التركية السورية . وما أن تسيطر داعش على منطقة حتى تبدأ بإصلاح البنى التحتية كالنقل والصحة والزراعة والكهرباء والتعليم الديني وتأمين الطحين للمخابز وتثبيت نقاط السيطرة والمراقبة العسكرية. ومن ثم القيام بتجنيد أبناء المنطقة المحتلة في صفوف مقاتليها طوعاً أو قسراً، ولقد اختار البغدادي مدينة الرقة السورية كعاصمة لدولته وعندما تفتقد داعش للكفاءات المتخصصة في مجال ما تلجأ إلى تجنيدهم من الخارج مثلما قدمت نداءاً للأطباء المسلمين في كل مكان في العالم للالتحاق بدولة داعش وكذلك أعلنت نداء للمهندسين والتقنيين والمدرسين، وكان في حوزة داعش بين 4 إلى 5 مليار دولار سنة 2014 وهو مبلغ يفوق بكثير كل ما امتلكته القاعدة في كل تاريخها ، ومصادر تمويل داعش متنوعة تبرعات من أثريا وأنظمة في الخليج ومن أموال الفدية التي تدفعها قطر مقابل الإفراج عن الرهائن الأجانب الذين تخطفهم داعش ومن تهريب النفط الخام السوري والعراقي من المناطق التي تسيطر عليها ومن جباية الضرائب والزكاةوالرسوم القسرية المفروضة على ألأثرياء والتجار ورجال الأعمال والأقليات الدينية الذمية التي تدفع الجزية ومن نهب البنوك وتجارة المخدرات والممنوعات خاصة حبوب الكابتاغون المخدرة . كما أعادت داعش نظام العبيد وسوق النخاسة وغنائم الحرب من الأسرى من البشر وبيع النساء كإماء ومحظيات ونساء متعة والإعدام الفوري البشع للمثليين وتطبيق الحدود اشرعية الإسلامية كالرجم والجلد وقطع يد السارق وقطع الرؤوس والذبح والتعذيب لأسرى العدو قبل إعدامهم حرقاً وهم أحياء أو ذبحهم كما تذبح المواشي. وتعمد داعش إلى تجنيد الأطفال التي تقل أعمارهم عن عشرة أعوام للقتال والحرب والعمليات الانتحارية وتدريبهم على عمليات الذبح على الدمى ومشاهدة عمليات الذبح التي ينفذها الإرهابيون في التنظيم، إلى جانب جريمة تهديم وتدمير التراث التاريخي في سوريا والعراق وتحطيم الآثار القديمة والتماثيل والمعابد، وتهريب القطع الثرية وبيعها في السوق السوداء .

إدارة التوحش:

الكتاب شبه المقدس والدليل العملي الذي تطبقه داعش في سياستها بعد القرآن هو " إدارة التوحش" لشخص ربما يكون إسمه مستعاراً يدعى أبو بكر ناجي. ولقد استخدم المؤلف مفردة " التوحش" ويقصد بها حالة الفوضى والضياع التي دبت في أوصال دولة ما أو منطقة ما عندما تنزاح عنها قبضة السلطة الحاكمة وبالتالي فإن حالة غياب السلطة يقود إلى نوع من الفوضى المتوحشة التي تغرق السكان لذلك يجب على الجهة الإسلاموية كالقاعدة وداعش ، التي ستحل محل السلطة الحاكمة المستقيلة أو المندحرة، أن تبدأ بالتمهيد لقيام الدولة الإسلامية القائدة للأمة وأن تدير حالة التوحش السائدة في مجتمع الأمة الإسلامية، إلى أن تستقر الأمور وتأخذ طابعها وإيقاعها الطبيعي . من هنا يتعين على المجاهدين الإسلامويين المقاتلين المسلحين أن يسيطروا بالكامل على المجتمعات الإسلامية وأن يطبقوا فيها شرع اللع والقانون الإسلامية أي الشريعة الإسلامية بكل حذافيرها مع توفير احتياجات الناس الضرورية الأولية من ماء وطعام وعلاج وأمن وبكل الوسائل ولو بقوة السلاح والترهيب وتخضع هذه العملية للقيادة المركزية العليا للحركات الجهادية الإسلاموية البديلة للسلطات القائمة سابقاً وتأمين عملية التواصل والتنسيق وفرض الأولويات . وهذا الكتاب عبارة عن مقالات متفرقة وضعت كفصول داخل الكتاب تبدأ بعرض تاريخي للوضع السائد في العالم اليوم منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى واتفاقية سايكس بيكو وهيمنة القوى العظمى ، ثم يأتي إلى تعريف التوحش ومايقصده المؤلف بهذا المصطلح أو المفهوم وسوابقه التاريخية ، ثم ينظر إلى ضرورة التحايل للوصول إلى السلطة وبعدها لا بد من عملية التمكين والسيطرة الكلية على السلطة من خلال وضع قواعد عامة لتسيير وتطبيق خطة العمل وإنجاز مرحلة شوكة النكاية والإنهاك وتحديد أهداف إدارة مرحلة التوحش. ومن ثم اتقان فن الإدارة ومصادر القرار ومن يملك مفاتيح السلطة واتخاذ القرارات السياسية والعسكرية والإدارية الأساسية . ومعرفة قواعد المجابهة العسكرية من خلال قراءة خارطة القوى العدوة والمناوئة واستخدام أقصى أساليب الشدة والصرامة لتحقيق الشوكة ومعرفة قواعد اللعبة التي يمارسها الخصوم والأعداء تجاه الدولة الإسلامية والتحرك لمواجهتها من خلال الهجوم وليس الدفاع واتقان أساليب الاستقطاب والتجنيد والجذب وقواعد الالتحاق واتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من الناحية الأمنية والاستخباراتية والتجسسية واخترقا صفوف العدو ، بث التربية الإسلامية السلفية بين الأطفال والشباب ومعالجة مشكلة نقص الكوادر الإدارية المتخصصة والمخلصة وذات الولاء المطلق للدولة الإسلامية ومنع الارتدادات والخروقات والخيانات الفردية والجماعية والاستعداد للتعامل معها بجدية وصرامة وتأصيل المعنويات والتحمل والصبر في ساحات المعارك لأن مرحلة التوحش هي أخطر مرحلة تمر بها الأمة الإسلامية اليوم منذ اختفاء الخلافة الإسلامية الشرعية الأولى في بدايات القرن العشرين على يد أتاتورك ولا بد من تركيز أسس الخلافة الإسلامية الثانية الجديدة التي تسعى لإعادة أمجاد الإسلام الأول وهيمنته على العالم.