قضية حيرت العالم كله في دولة تدرجت في رأيها حول قيادة المرأة للسيارة من التحريم إلى التبرير بعدم أهميتها وحاجتها وبهذه المقولة الكاذبة " المرأة السعودية أخذت كل حقوقها ودليل ذلك أننا نعاملها ملكة ووضعنا لها سائق"! وتحت الطاولة صوت نسائي يردد أنها يا سادة قاصر وما كان ينقصها إلا حرفين " ال" لتصبح معرفة بوجود ذكر في حياتها ومحرم وفوق كل ذلك الملكة ذنوبها الصغيرة معظّمة فهي عار حسب ما يراها هذا المجتمع المبطن بعضه بالنفاق. 

‏إنّ قيادة المرأة ليست للّهو والمتعة إنّها لحاجة ماسة فهي مشردة في الشوارع لتبحث عن "سائق تاكسي " في ظل الزحمة ومناخ الطقس في السعودية مع عاداته التي لا ترحم إلا أنها تجد صعوبة في الذهاب إلى عملها وتلبية احتياجاتها، اتخم الوضع الحالي ففي كل أسرة سائق أجنبي ومع علو مرتب هذا الأجنبي أصبح الوضع في صراع وعدم توافق حيث أن الكل يرغب في الوصول أولاً بسبب اصطدام المواعيد في وقت واحد فهل نضع لكل ملكة سائقٌ لوحدها.!؟ إلى أن منّ الله عليها بسيارة الشركة فمعاناتها أصبحت مستغلة ومتاجر بها فالترويج أصبح له مكسب بهذه اللفة التي تضعها مصيدة " تكره الانتظار في الشارع ؟ الجو بارد ؟ تخافي تركبي مع سائق غريب؟ الحل سهل معنا كل ما عليك هو أن ترخي ما في جيبك سيدتي الملكة " كأنها تدفع ضريبة عدم قيادتها لهذه المركبة فهل استوعب البعض لماذا هي مطلب إنساني.

‏لم يكن الدين لمطالبها وحقوقها التي تكفّل بها الإسلام ثم إنّ حقوقها أهدرت مع المتدنين الذين أسرفوا تجاهها بإقامة فتاوى عليها بالجهل فهؤلاء متدينين بحديثها الضعيف، فيا لهذه الملكة المسكينة قد حرموا عليها الإختلاط وقَبِلت أن تعزل وتكون عورة، وحرموا عليها أن تكون قاصراَ وولي أمرها ليس أبيها بل زوجها وابنها حتى تخرج من هذه الدنيا بسلام، وحرموا عليها أن تقود سيارة خوفاً أن تقود حياتها وتستغني من وجود الرجال في حياتها، فمع فرض سعودة هذه الشركات الناقلة أصبحت هذه الملكة التي حرم عليها الإختلاط اليوم هي في خلوة مع السائق السعودي يتبادلن أحداث العالم في قارعة الطريق فلو كبّرنا عدسة الكاميرا لوجدنا أنّ القمع وإلزام المرأة في بلدها على ضوابط ليست شرعية بل إنها تقليدية فقد كانت بعض المواقف مع أحد السائقين شاهدةً على كل ما يجني هذا المجتمع الملمع بالفضيلة و باطنه ممتلئٌ بالرذيلة.

‏السائق في السعودية هو أكثر ثراءً في العالم،من صنع الطلب على هذه الحاجة التي هي حق من حقوقها الإنسانية! فلماذا ينكر البعض أن المجتمع السعودي غير مستعد لقيادتها؟! ولماذا ولماذا.. حتى أصبح إعلامي يتراقص على معاناة ابنة وطنه ويتهم حقوق الإنسان أنها مهتمة في قيادة المرأة السعودية أكثر من قضية حلب المدمية ؟! فهناك فاصل يحتم به العقل فنساء الداخل أولى من نساء الخارج يا من ترقص على معاناتها في جوف الإعلام كيف نقنع العالم أن النساء في السعودية مستعدات لتعلم قيادة المركبة حتى تتحرر من قيود المتشددين في الدين بعد ما قدموا لنا آية تحرم قيادتها للسيارة ؟ أو أن الحل بإعادة فتح هذا الملف ليس للنقاش بل لتفعيله فحال هذه المرأة يرثى لها.

كاتبة سعودية