أي محاولات وساطة مع نظام "تميم بن حمد" لن تجدي نفعا لسبب بسيط وهو عدم التزام حاكم قطر الشاب تميم بأي تعهدات يقطعها على نفسه، حدث ذلك حين تعهد للراحل "الملك عبد الله بن عبد العزيز" بالالتزام بوقف دعمه للتطرف وتحسين علاقاته مع مصر ودول الخليج 2015 لأنه لا يملك من أمره شيئا هو مجرد دمية تحركها جهات مشبوهة وتساند دوره التخريبي في العالم العربي، تميم يعيش في وهم أن إدراة ترامب الحالية راحلة قريبا، بسبب ماتواحهه من أزمات داخلية، ويمني بنفسه بعودة إدراة تدعمه مثل إدارة أوباما توفر له الغطاء السياسي لينفذ المخططات المشبوهة. 
لذا لا جدوى من وساطات، والحل الوحيد هو الاطاحة "بتميم بن حمد" ومحاكمته ومن سانده من الاسرة الحاكمة المتحكمين في رقاب الشعب القطري المغلوب على أمره، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا وهو يرى اكثر من 65 مليار دولار تذهب لدعم تنظيمات متطرفة والعمل على تفكيك الدول العربية من عام 2010 حتى 2015 فقط. 

لا يدرك تميم أن إدراة ترامب تختلف عن إدارة اوباما، ترامب يقول إن عزل قطر هو البداية للقضاء على الارهاب وهو ما يعني أن واشنطن رفعت الغطاء السياسي عن الأسرة الحاكمة في قطر، بعد أن وضعت الدوحة إدارة ترامب فى مأزق الاختيار بينها وبين الرياض فيما يتعلق بالقواعد العسكرية الأمريكية فى قطر، التي اعتبرها وصفها تميم بأنها تحمي دويلته من اطماع دول الجوار.

تصريحات تميم بن حمد جاءت بعد يومين فقط من اختتام القمم الثلاث: السعودية- الأميركية، والخليجية- الأميركية، والعربية الإسلامية- الأميركية في الرياض (20- 21/5/2017) هي القشة التسي قسمت ظهر البعير خاصة أن هذه القمم وضعت قواعد جديدة لعلاقة واشنطن بدول المنطقة ترتكز على شراكة إستراتيجية من خلال تأسيس تحالف إقليمى جديد حمل اسم «تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي»لمحاربة الإرهاب والنفوذ الإيراني. 

تميم شكك فى إمكانية استمرار ترامب ليكمل ولايته الأولى، وصور له عقله أن ما أسسه من تحالفات مع السعودية سيكون في مهب الريح، وأكد تميم أن إيران التى سيؤسس التحالف الجديد لإدارة الصراع معها ليست عدواً وليست مصدراً للتهديد، وأنها قوة كبرى اسلامية ضامنة للاستقرار فى المنطقة ولا ندري أي استقرار يقصده تميم وكأنه لا يرى دور إيران التخريبي في اليمن والبحرين والعراق والسعودية وسوريا ولبنان وغيرها من الدول. 

تميم أكد على تحالفه القوي مع إسرائيل وجماعات حماس وحزب الله والحوثيين متمنيا تحسين علاقة بلاده مع الولايات المتحدة كي تظل حامية لدويلته على الرغم من التوجهات غير الإيجابية للإدارة الأمريكية الحالية، يقول تميم أن قاعدة العديد تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض دول الجوار وهو هنا يقصد السعودية تحديدا، وهى الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكرى بالمنطقة تصريحات تدل على جهل تام من الأمير الشاب بقواعد السياسة.

السؤال المطروح هو هل يمكن أن يخسر ترامب تحالفه الشرق أوسطى والذى لم يولد بعد والمعرَّض للتفكك، وأن يخسر فى ذات الوقت تحالفه مع الشركاء الأوروبيين، أم أنه سيكافح للدفاع عن التحالف مع دول الشرق الأوسط وسيتخذ الاجراءات الازمة؟. 

قطر ساعدت وتساعد فى تمويل تنظيمات متطرفه وجماعة الإخوان وطالبان، والأميركيون يعرفون جيداً الأدوار القطرية منذ عهد إدارة أوباما لكنهم تستروا عليها إما لأنهم شركاء وإما أن هذه الأدوار تخدم مصالحهم بدليل صمتهم عليها طيلة السنوات الماضية.

لهذه الاسباب قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين واليمن حماية لأمنها الوطنى من مخاطر الإرهاب والتطرف، وانضمت دول أخرى مثل وموريتانيا وجزر المالديف ومورشيوس كما خفضت الأردن مستوى التمثيل الدبلوماسي ,والغت المغرب تراخيص الخطوط الجوية القطرية، والأهم أن خمس دول عربية أولاها السعودية الراعى الأكبر لدول الخليج وثانيتها مصر أكبر دولة عربية، والولايات المتحدة القوى الأكبر في العالم باتت على يقين من أن قطر تحولت إلى ملاذ آمن للتطرف، تمول جماعاته وتستخدم إمكاناتها الدبلوماسية واللوجستية لتهريب الأسلحة إلى هذه الجماعات، فى ليبيا ومصر وسوريا واليمن وتونس. 

واعتقد أنه من المناسب للدول العربية والإسلامية أن تحذو حذو الدول الخمس، السعودية ومصر والبحرين والإمارات واليمن، وتقطع علاقاتها بقطر تمهيدا لطردها من دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي واتخاذ مجموعة من الإجراءات المتشددة كى تحمى أمنها من تآمر قطر وتقليم أظافر هذه الدويلة المارقة لأن إن تقاعس فإن الحرب على الإرهاب تصبح عملاً لا معنى له، فها هو الارهاب و شاع وانتشر وأصبح يمثل تهديداً للأمن والاستقرار، العالمى بعد أن طالت يده القبيحة دولاً عديدة فى أوروبا وآسيا وأمريكا، وأصبح من الحتمى أن يتكاتف المجتمع الدولى على عقاب كل دولة تمد يد العون إلى الإرهاب.