في العام الماضي وفِي نفس اليوم الثامن والعشرين من رمضان استنكر مسلمي العالم تفجيراً في أطراف المسجد النبوي الشريف ولاضحايا سوى الشهداء جنود هذا الوطن بمفعول جسد المنتحر الذي سخر نفسه قنبلة حتى يقتل المسلمين في أرض الحرم. واليوم بنفس التاريخ والزمن طموحها كبر وأصبح هدفها الرئيسي هو المسجد الحرام بمكة المكرمة كرمها الله عَنْهُم قامت هذه الحركة بالعبث مع رجال الأمن بعدما جرت محاصرة لمجموعة من الإرهابيين استهدفوا تفجير الحرم المكي ولكن رجال الأمن حققوا الأمن والسلامة للزوار والمعتمرين فنهنئ أنفسنا بأنهم على كفاءة عالية التصدي لمثل هذه الحقبات والعبث الأمني من الأعداء المخيفون للوطن. 

ثم استهدفوا الحرمين الشريفين بعدما كان هدفهم اغتيال خادم الحرمين الملك عبدالله رحمة الله عليه ملك الانسانية وفشل كل ذاك!

قبل الأمس خادم الحرمين وأمس المسجد النبوي واليوم المسجد المكي وكلها باءت بالفشل بفضل الله من هذه الجماعات التي تدّعي أنها جاءت لتكمل مشوار الخلافة الإسلامية. دُموية الفعل سفاحة بالقتل رايتها سوداء على كل العالم تتفنن في القتل وتقطف الأمان حتى تُشعر الشعوب أن الحكام ليسوا بمحل المسؤولية،فلإيران دور فعال مرتبط في تنظيم هذه الجماعات التي تدعي القداسة والخلافة مكملة حلمها الفارسي وهو استعمار الأراضي المقدسة ما عدا المسجد الأقصى فهي شريكة إسرائيل ودولاً كانت شقيقة لنا بالامس، وكل عام تحاول زرع عملية في المواسم الدينية في "الحج ورمضان " لتزيد من حجتها في استيلاء عليها و أن حكام السعودية لم يحموا بيوت الله وزواره ولكن هيهات. وهيهات وخابت مطامحهم وقوبل بالردع السعودي.

الإحباط دلالة عالية على أن أمننا يصفع كل استهداف ينوي زعزعت الأمان في المملكة رغم أن وزارة الداخلية السعودية كانت بحلةٍ جديدةٍ من وزيرها الذي عُيّن قبل يومين الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف ال سعود سلمه الله، أثبت أن ذاك الحفيد من حنكت ذاك الأسد أعانه الله على هذه المسؤلية، العالم الإسلامي يستنكر جريمة أمس وأنها جريمة في حق الله وماهم إلا جماعات تكفيرية لنا لكن هذه الجماعات هي التي كفرت بالله لانها فعلت مثلمت فعل أصحاب الفيل واستنكر الله في كتابه "ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " والعاقبة "فأرسل لهم طيراً أبابيل" وليس هنا فروقات بين أصحاب الفيل وبينهم.

استنكر رئيس جمعية ذوي شهداء الواجب أ.سعود بن محمد العويس للتفجيرات المحبطة في مكة قائلا: الخوارج المارقون على جماعة المسلمين وإمامهم لم يراعوا حرمة البلد الحرام والمحاولة الإرهابية الفاشلة التي خطط لها أعداء العقيدة والدين لاستهداف أشرف بقاع الأرض المسجد الحرام. 

وأكد ذلك: أن هؤلاء المجرمون نسوا أو تناسوا ما منَّ الله تعالى به على رجال أمننا من يقظة وحنكة مكنتهم بتوفيق الله من إحباط ما أرادوا القيام به. عبر على أثره باستنكار كاتب الرأي والمدون الدولي رياض عبدالله الزهراني:"آبرهه والقرامطة والخمينيون والمتأسلمون جميعهم اشتركوا في زعزعة آمن زوار بيت الله الحرام والتاريخ شاهد على ذلك القُبح".

وأيضاً الإعلامي عادل السحيم المشرف على مكتب صحيفة برق الإلكترونيه بمنطقة الباحة تساءل حول ذلك: محاولات هدم وتخريب مرت على الحرم المكي الشريف بدأت من أبرهه الحبشي مروراً بجهيمان إلى داعش في عصرنا الحاضر وهذا يعطينا دليل واحد أن لهذا البيت رب يحميه، ثم لاننسى قضية رجال الأمن الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل حفظ الأمن في أروقة بيت الله الحرام كيف لا وهم من أقسموا أن خدمة ضيوف بيت الله الحرام شرف وعز لهم."

ومن صحيفة الرأي الكويتية م.ناصر العيدان مستبشرا في الاحباط عبر لإِيلاَف أن الأمن السعودي.. مفخرة للأمة، حفظه الله وحفظ بلاد الحرمين من كل شر ومكروه. ⁧‫"والمستشار الاعلامي د.محمد الحسن كانت له وقفة قلم نحو ذلك وكتب لـ إيلاف: " يأتي هذا الحدث المشين مبيناً توحيد الله في السماء ووحدة الناس في الأرض، حدث مفجع على مستوى قلوب المؤمنين يجسد أن هؤلاء الخوارج أوشكوا على الإفلاس، كيف لا وهم لم يراعوا حرمة أي شيء مقدس في نفوس المؤمنين، البلد الحرام الذي أمن الله الشجر والطير فيه فكيف بنفوس مؤمنة قارنها الله بهدم الكعبة حجراً حجراً، على بعد أمتار منها يهلك هالك كان ألعوبةً خبيثة لتنظيم أفلس من كل شيء حتى صبيحة هذا الحدث المشين فهو يعلن أنه عاجز عن إحداث أي شيء وكل ذلك بفضل الله ثم حكومة أمينة ورجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.معركة خاسرة لكل تنظيم فاسد يواجه بلد الله الحرام وهي تنعم بمقدرات عظيمة حجر أساسها (ربي اجعل هذا البلد آمناً) تأمل في قوله تعالى (.. وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ..) ثم قال الله تعالى في موضع آخر(.. وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا..). مادام الله قد استجاب لدعوه ابراهيم بأمن هذا البلد، هل نقلق من المستقبل؟ 

ان كان العباس عم الرسول قال للبيت "رب يحميه"
فحماه الله كما ذكر في قصص القران بطير ابابيل فهل نخشى ان لايحفظ الله هذا الوطن؟!
كلي يقين بالله أن دولتنا بعملها المبارك بحفظها للبيتين الشريفين و رفادتها للحجيج، أنه سيحفظها و يحفظ أمنها و استقرارها."

ومن الأمن والأمان عدت قبل عشر سنوات لمذيع برنامج الأمن والأمان في قناة السعودية الدكتور سعود المصيبيح استكر في هذا اليوم عن الاحباط لعمليات الارهاب برأي حزين على وطنه وقال:
‏⁧‫"المحزن والمؤلم أن فئات منا لا تحس ولاتدرك حجم الحدث اليوم وخطورته لولا سمح الله نجحوا في ذلك ولايزال البعض يبرر للارهاب" ويصفته ايضا مستشار أعلامي وأمني سابقاً لمكتب الامير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله قدم مأدبة اقتراح وصرّح:
"أقترحت ولازلت أقترح أهمية إنشاء هيئة عليا لمكافحة الإرهاب تنضوي تحتها كل الدراسات والاقسام والأفكار والإدارات المعنية بالإرهاب والعلاج الفكري مثل المناصحة ومركز الملك عبدالعزيز للحوار ومهامها التنسيق بين الجهات الحكومية ووضع سياسة عامة وفرضها ومتابعتها تربويا وإعلاميا ومنابريا".
كاتبة سعودية