لست خبيرا نفطيا ولست ناشطا بيئيا أكافح للحفاظ علي البيئة.أنا فقط مواطن كويتي لفت نظري حوار ساخن ونقاش عميق بين الاشقاء مغردي السعودية خاصة منهم سكان محافظة الخفجي المحاذية بل الملاصقة لحدود الكويت الجنوبية.ونشترك معها في بحر واحد هو الخليج العربي أي ما يجري في بحرهم دقائق ويصل سواحلنا.
بداية نقاشهم كان تلوت كورنيش الخفجي الجميل وموت بعض الحيوانات البحرية كالسمك وغيرها علي شواطئه.

بعدها تحول النقاش الي من المتسبب في تلك البقع الزيتية العملاقة التي بدأت تتراكم علي سواحل الخفجي وبدأوا بطرح الآراء والإجتهادات المختلفة.كان ابرزها أنه بسبب توقف الإنتاج في المنطقة المقسومة تواجدت كميات كبيرة من النفط في تلك الأنابيب وهنا أتوقف عند هذه النقطة وأحول إجتهادات وآراء الاشقاء السعوديين الي تساؤلات لعناية إدارة العمليات المشتركة في المنطقة المقسومة:

١-هل تم تنظيف الأنابيب البحرية بعد إغلاقها مباشرة بمواد حافظة لكي لا تحدث ترسبات في الزيت؟
٢-بعد وقف الإنتاج في المنطقة المقسومة هل كان هناك اَي نوع من انواع الصيانة؟ وما هي؟ وما هي تواريخها؟

واسمحوا لي أوضح لكم سبب هذه الأسئلة كما شرح لي الاخوان في السعودية؛
توقف انتاج النفط في العمليات المشتركه لعدة سنوات ادى الى بقاء النفط والماء المصاحب في الانابيب بدون حركه- Stagnation -لتوقف الانتاج مما يؤدي الى تزايد عملية تأكل الانابيب -Corrosion Rate - وتلف الانابيب يعني خروج النفط في هذه الانابيب وتسربه الي البحر, وهذا مؤشر خطير جداً، وسوف تتكرر هذه التسربات مؤديةً الى كارثه بيئيه خطيره، من اثارها السلبيه والممكنه ان تؤدي الى توقف عمليات انتاج الكهرباء من محطات توليد الكهرباء الجنوبيه - محطة الزور - واذا تفاقم الوضع وازدادت التسربات نتيجه لبقاء النفط والماء المصاحب محصورا في هذه الانابيب البحريه لمدة اكثر من اربع سنوات، فإن التلف العظيم سوف يمتد الى منشات العمليات المشتركه الواقعه في البحر. 

مالم يتدارك المسؤلين في الجانب الكويتي والسعودي لتفظية هذه المنشات من النفط والبدأ بعملية حفظها بغاز النيترجين- MOTHBALLING- فإن كارثة بيئيه تتذر بالوقوع، واثرها سوف يطول الطرفين.

إنتهي حديث الإخوة السعوديين والذين واضح مهنيتهم من كلامهم العلمي الدقيق وهنا أؤكد وأوضح مرة أخري هي ليست إتهامات بل فقط تسائلات الإجابة عليها سيحدد مصير بيئة الكويت البحرية.

وهنا أضيف علي كلام الاشقاء السعوديين ما كتبه الخبير النفطي د.عبدالسميع بهبهاني لجريدة الانباء في عددها الصادر في ١٣ اغسطس وهو حرفيا كما يلي:
خط انابيب حقل الحوت من المفترض ان يكون منتهي تبديله وهو عبارة عن خط انبوبي ممتد على مسافة 50 كيلومترا وبسعة 14 الى 28 انشا، لافتا الى ان هذا الانبوب يعتبر قديما ومتآكلا، وكان القرار ان يتم تبديله الى «ستينل ستيل» منذ 6 أشهر، مضيفا انه عندما تم فتح الانبوب القديم كان مخزنا كمية كبيرة من النفط ثم حدث التسرب النفطي الممتد على 50 كيلومترا. وأوضح ان حركة التيار تدل على ان النفط متركز على سواحل رأس الخفجي، كما هو موضح على جوجل.
إنتهي كلام الخبير النفطي د.إسماعيل بهبهاني.

سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك حفظك الله لم نخاطبك إلا بعد أن بحت أصواتنا وتعبت حناجرنا ونحن نشير لوزارة النفط علي إتجاه التلوث وكل المطلوب هو التواصل مع الاشقاء السعوديين والتوصل معهم الي حل لهذه المشكلة التي لا سمح الله لو سمح لها بالتطور فهي ستهدد محطات تحلية المياه وإنتاج الكهرباء الكويتية.

نقطة اخيرة: الوضع بكل بساطة وإختصار يمس الأمن القومي الكويتي ولا يقبل تاجيل.كل المطلوب هو فقط التأكد ان ما يجب فعله قد تم فعله.وإن لم يحصل ذلك فالبدء بخطة جبارة مشتركة بين الجانبين وبمشاركة مؤسسات بيئية دولية وشركات عالمية للحد من الأضرار..ألا هل بلغت اللهم فإشهد.