في عام 1397 كانت النرويج في اتحاد رسمي مع السويد والدنمارك، وكان للاتحاد ملك مشترك، وبعد فترة انسحبت السويد من الاتحاد، في حين استمر الاتحاد النرويجي الدنماركي حتى عام ١٨١٤. كانت السياسة تدار من الدنمارك، وكانت كوبنهاغن عاصمة الدانمارك الحالية هي المركز الثقافي للاتحاد، وكان النرويجيون يقرأون ويكتبون باللغة الدنماركية، وكان الفلاحون النرويجيون يدفعون الضرائب الى الملك الدانماركي في كوبنهاغن.

يعد العام ١٨١٤ عاماً مهماً في تاريخ النرويج، فقد حصلت النرويج في يوم 17 ايار /مايو في ذلك العام على قانونها الدستوري الخاص بها.
كانت هناك العديد من الحروب في اروربا في بداية القرن التاسع عشر. فقد كانت هناك حرب بين انجلترا وفرنسا. وقفت الدنمارك-النرويج الى جانب فرنسا، وعندما خسرت فرنسا الحرب اجبر الملك الدنماركي الى التخلي عن النرويج لصالح السويد التي كانت تقف الى جانب انجلترا. فقد تم حل الاتحاد بين النرويج والدنمارك في عام 1814، وقد تأمل العديد من النروجيين بأن تصبح النرويج دولة مستقلة بعد حل الاتحاد، ولكن أجبرت النرويج على الدخول في اتحاد مع السويد الذي أصبح حقيقة واقعة في تشرين الثاني (نوفمبر) عام ١٨١٤. كان هذا الارتباط مع السويد أضعف من سابقه مع الدنمارك، فقد احتفظت النرويج بقانونها الدستوري مع بعض التعديلات، وكان لديها أيضاً حكم ذاتي داخلي، وكانت السياسة الخارجية تدار من قبل السويد، وكان هناك ملكا سويديا يحكم الدولتين.

في عام ١٩٠٥ اي 11سنة قبل اتفاقية سايكس بيكو تم حل الاتحاد مع السويد، فقد كان هناك خلاف دائم بين البرلمان النرويجي والملك السويدي، وفي بداية القرن العشرون بدأ العديد والعديد بالمناداة بأن تصبح النرويج دولة حرة مستقلة. وفي يوم ٧ حزيران/ يونيو ١٩٠٥ أعلن البرلمان النرويجي أن الملك السويدي لم يعد ملكا على النرويج، وأن الاتحاد مع السويد قد حل، فكانت ردة فعل السويد عنيفةً، وكادت أن تودي بحرب بين النرويج والسويد، ومن خلال استفتاء شعبي عقد لمرتين في خلال نفس العام أكد على حل الاتحاد مع السويد، وأن الدولة النرويجية الوليدة ستكون بنظام حكم ملكي. تم اختيار الأمير كارل ملكاً جديدا على النرويج، واتخذ اسم هوكون كاسم ملكي نرويجي جديد. حكم الملك هوكون السابع النرويج منذ عام ١٩٠٥ وحتى وفاته عام ١٩٥٧.

هذه كانت نبذة تاريخية قمت باختصارها من غوغل حيث تحول فيه الشعب الفايكنغي الواحد الى ثلاثة شعوب ومن دولة واحدة كما ورد اعلاه الى ثلاث دول هي السويد والنرويج والدانمارك والتي تسمى بـ اسكندينافيا.

نظام الحكم في هذه الدول كلها ملكية دستورية ولها لغة مشتركة واحدة لا تختلف الا في اللهجة واللحن واللكنة من دولة الى اخرى وتدين جميعها بالديانة المسيحية وعلى مذهب واحد هو البروتستانتية علما ان الاغلبية حاليا لم تعد تعطي الديانة اية اهمية والكثير من الاديرة والكنائس صارت تغلق ابوابها بسبب الشح المالي في واردات الكنيسة التي لم يبق لديها الاعداد الكافية من المؤمنين او المريدين.

الكنائس في السويد لم تعد تملك المال الكافي للقيام باعمال الصيانة للاديرة والكاتدرائيات التي عمر كل واحدة منهاعلى الاقل بضعة مئات من السنين.
حسب التصنيف الشرق اوسطي انتقل المسيحي الاسكندينافي من الايمان المسيحي الى الكفر ولكنه حتى الآن لا يعتبر مرتدا سفك دمه حلال.
هناك تكامل منقطع النظير بين هذه الدول الثلاثة المتجاورة. فالسويد دولة صناعية متطورة والنرويج بترولية ثرية والدانمارك زراعية مزدهرة.
هذا التكامل منحة من الطبيعة ولكن هذه الدول اقامت التكامل السياسي ايضا ولكن بطرائقها الخاصة والفريدة وليس على طريقة الوحدة او الاتحاد. فالسويد ليست عضوة في الناتو ولكنها عضو في الاتحاد الاوروبي و حافظت على عملتها اي الكرون ولم تنتقل الى عملة اليورو.
النرويج عضو في الناتو ولكن ليس عضوا في الاتحاد الاوروبي بينما الدانمارك عضو في الناتو والاتحاد الاوروبي.
السويد ستصبح عضوا في الناتو قريبا بعد عقود من التريث و الانتظار.

هذا التوزيع التوافقي في الادوار هي عبقرية بحد ذاتها وهي احدى وسائل التكامل فيما بينها للتعامل مع الآخر اي القارة الاوروبية والاحلاف العالمية مثل الناتو وترجيح الانتظار حتى التاكد من نجاح تجربة احداها لتنتقل الاخريات اليها. حتى الآن لا نجد ان احدى الدول اتهمت الاخرى بالتآمر والتعاون مع الاجنبي والخيانة القومية وسفسطة الدين والتاريخ المشترك!

كذلك لم يظهر اي معتوه ينادي بالوحدة الاسكندينافة واعادة المجد التليد ولا مجنونا ينادي بـشعار بترول الفايكنغ للفايكنغ. وليس هناك بليد من هذه الدول يستهزئ بتاريخه الذي هو كله انفصال في انفصال حسب تعريفات علماء القومجية الذين يستغلون الشعور القومي مطية للتسلق ليس الا.
بدلا من المناداة بالوحدة هناك بالعكس تماما حركات وجماعات تطالب بالانفصال مثل الشعب السامي في شمال السويد والنرويج ولا يشبهون الاسكندينافيين الشقر واصحاب القامات الطويلة والعيون الزرقاء.

بالمناسبة الساميون هم عرق آخر تماما ويعتبرون البدو الرحل في الدائرة القطبية شمال اسكاندينافيا بشرتهم سمراء وقاماتهم قصيرة يعتاشون من تربية حيوانات الرنة ولديهم في السويد برلمان وادارات ذاتية وقسم منهم يطالب بالانفصال الذي هو قيد المناقشة والتطوير منذ سنوات.
مطالبة الساميين في الدائرة القطبية بالانفصال قد تكون مؤامرة امبريالية صهيونية هدفها تقسيم تركيا وايران وسوريا والعراق على يد الكرد حيث ان مرض الانفصال مرض معدي سريع الانتشار يخترق المحيطات والقارات.

هناك جماعات اخرى في النرويج والسويد تطالب بالانفصال ولن افتح هذا الموضوع الآن ولكن ليس من المستبعد ان يرى ابناؤنا او احفادنا في العقود القادمة 5 او 10دول اسكندينافية جديدة بعد تحقيق الانفصال التوافقي في كل بلد اذا كان ذلك في مصلحة الانسان في تلك الدول.
في شرقنا التعيس تم حشر شعوب واعراق وديانات ومذاهب حشرا في دول مصطنعة رسمت بالقلم والمسطرة في باريس ولندن اي اتفاقية سايكس بيكو التي لم تعد تحتاج الى تعريف او توضيح.

بقاء هذه الكيانات المصطنعة هو السبب في التخلف والتشرذم الذي ينخر في مجتمعاتنا المنهارة ودولنا الفاشلة.......
الانتقال الى الفيدرالية في معظم الدول الحالية ومن ثم تشيكل كيانات جديدة هو الحل الوحيد للانطلاق الى التقدم والتمدن والتطور واسكندينافيا بتاريخها المليء بالانفصال و بشعوبها الارقى على وجه الارض مثال لا يحتاج الى برهان.
الهوة بين التخلف والتظور هي نفسها بين الوحدة القسرية وحرية الاستقلال.

كاتب كردي