كل الكوارث والاهوال التي نزلت على العراق منذ الاستقلال اسبابها عدم استقلال كردستان العراق .

قد يظن البعض ان الامور كانت مختلفة في الفترة الملكية وعهد نوري السعيد . لا ...فالقضية الكردية كانت السبب في دخول بغداد في احلاف قذرة مثل السنتو وغيرها والتي انشئت لمنع استقلال كردستان .

حلف بغداد و حلف السنتو كان يضم العراق وتركيا وايران وباكستان وبريطانيا . 

هدف الحلف كان منع تمدد الشيوعية جنوبا وكذلك الحؤول دوناستقلال كردستان .

الشيوعية انتهت ولكن التحالف التركي والايراني ضد اي طموح كردي لايزال فعالا بالرغم من الانفصام والعداء المذهبي العميقبين الدولتين .

تلك الاحلاف كانت العدو اللدود لكل الشعوب العربية حينها على امتداد العالم العربي بما فيه مساندتها للاستعمار البريطاني في الخليج واليمن الجنوبي والاستعمار الفرنسي للجزائر .

سياسة الاحلاف هذه كانت السبب في دخول العراق الى نفقالانقلابات العسكرية ابتداء من عام 1958 .

انظمة الانقلابات التي خلقت الطغاة حاربت الثورة الكردية في كردستان منذ ستينات القرن الماضي . الحرب الكردية ادت الى اتفاقية الجزائر والتي تمخضت عنها تحالف عراقي ــ ايرانيوبمباركة واشراف امريكي ــ كيسنجري للقضاء على الثورة الكردية بقيادة الزعيم الكبير مصطفى البرزاني .

اتفاقية الجزائر مع الشاه ضد الكرد قضت على الثورة الكردية ولكنها كانت مجحفة بحق العراق و ادت الى نشوب حرب الثماني سنوات بين العراق و ايران . عدد الضحايا في تلك الحرب تجاوز المليون قتيل عدا عن الدمار و الانهيار الاقتصادي للبلدين .السلاح في تلك الحرب كلفت مليارات الدولارات .

الانظمة الانقلابية والحرب الكردية اوصلت العراق الى الاحتلال الامريكي والذي تكلل بالعهد المالكي البائس . سوف يكون لنا حديث آخر عن المالكي الذي هو السبب لكل مايحصل الآن في العراق .

العراق الآن على ابواب نفق اشد ظلاما ودموية في تاريخه المأساوي وانني استغرب كيف ان العرب لا ينفصلون عن العراق للتخلص سلميا من الكرد وكردستان والتي كانت السبب وراء كل مصائبهم ونكباتهم كما ورد آنفا .

تاريخ العراق كان كله كوارث ونكبات ودم ودمار طيلة القرن الماضي وحتى الآن والسبيل الوحيد لخروج العراق من هذه الدوامة هو في استقلال كردستان .

اي الانفصال العربي عن العراق مجازا .

ثم ما هي الفائدة من وطن يتشكل من جماجم ودماء واشلاء ابنائه ؟ .

ولكن لا تركيا ولا ايران تقبل بهذا الحل المثالي للكرد والعرب في العراق .

يدعي البعض ان الكرد اختاروا التوقيت الخاطئ للاستفتاء . هذا صحيح اذا كان علينا ان ننتظر حتى تأتي الظروف المناسبة ومن بينها ـ

 

ــ الانتظار حتى يجري نهر دجلة من شط العرب باتجاه الشمال حتى مصبه الجديد في بحر قزوين .

ــ الانتظار حتى يبدل الفرات مساره نحو ايطاليا ومن هناك يلف ويدور مثل الدانوب ليصب في النهاية في البرتغال على المحيط الاطلسي .

ــ الانتظار حتى الانتهاء من نقل جبال همرين قرب كركوك الى ضفاف البحر الابيض المتوسط حتى يمتلئ بالغابات والينابيع .

ــ الانتظار حتى يخلو العراق من الساسة اللصوص والفاسدين سارقي قوت الشعب المسكين . هذا الظرف الاخير غير قابل للتحقيق في القرن الحالي مما دفع الكرد الى المطالبة بالاستقلال مبكرا .

 لقد سئم الكرد الانتظار والعالم كله صار يؤمن بأن استقلال الكرد مجرد وقت لهذا يتوجب على الكرد والعرب خلق الظروف المناسبة للحل وليس انتظارها .

التطورات السريعة الحالية لا تبشر بالخير وكلنا امل ان يصل الكرد والعرب الى حلول ترضي الشعبين . الشعب العربي هو الاقرب الى قبول الاستقلال الكردي مقارنة بتركيا وايران و لن يكون هناك استقرار في هذين البلدين دون حل القضية الكردية في داخلهما و الصراع والمشاكل هي قيد التأجيل ليس الا .

الحل العاجل الآن يكون بالتفاوض الاخوي بين الاقليم وبغداد في اقرب وقت ووضع خارطة طريق بحيث يتم تأجيل الاستفتاء ولكن مع ضمانات تؤدي الى تشكل دولتين شقيقتين بالتوافق في المستقبل .

كاتب كردي

[email protected]