منذ أسبوعين تقريبا، بدات معارك الأسد وايران وروسيا،تجاه مدينة ادلب كخرق لاتفاقيات خفض التصعيد، حيث روسيا وايران مع تركيا، كدول ضامنة لهذه الاتفاقيات. لاتزال المعارك مستمرة. جبهة النصرة التي قامت بتسليم كثير من المناطق والقرى لقوات الأسد وميليشيات ايران. تحتل ادلب احتلالا ، حيث لايوجد في قياداتها هناك سوري واحد، حسب تقرير من داخل ادلب نشر مؤخرا، ثم لانهاقامت في أوقات سابقة بتصفية وجود الجيش السوري الحر في ادلب. في هذه الاثناء بدأت القوات التركية بقصف مدينة عفرين الكردية السورية، حيث تعتبرها تركيا المعقل الرئيسي لحزب العمال الكوردستاني التركي. يجري الحديث عن صفقة تركية روسية، تسليم ادلب للاسد وايران، بالمقابل تحوز تركيا على عفرين. ما يؤخر تركيا من اقتحام عفرين رغم القصف المتقطع، هو موقف الإدارة الامريكية. التي سربت خبرا مفاده تشكيل جيش وطني قوامه 30الف عسكري ليتسلم الامن في منطقة الشمال السوري، التي هي تحت اشراف امريكي مباشر. هذا ما عزز حجج اردوغان تجاه خوفه من قيام كانتون كردي على حدوده. من جهة أخرى روسيا وإيران تبتزان اردوغان في هذه القضية،حيث لا يعطونه غطاء لهذا التحرك. ليس حرصا على الشعب السوري كردي او عربي، بل من اجل مقابل يساعد في تعزيز سلطتهما خلف الأسد، على الملف السوري ككل. ضمن هذه اللوحة الجميع يقتل السوريين بوتين وخامنئي والاسد والان اردوغان. الامريكان بعدما قضوا على داعش في منطقة تواجدهم، ودمروا الرقة. عادوا للمربع الأول:ابتزاز كل الأطراف. دون التحرك الفعلي لايجاد حل فعلي لوقف القتل الاسدي. لسان حال اردوغان: اوصلنا لكم المعارضة السورية لقبول منصة موسكو، في سياق الذهاب لسوتشي، دون ان تقدموا لنا شيئا في الشمال. ضمن هذه اللوحة النخب السورية، مختلفة ايهما القاتل الأفضل؟ أو ايهما القاتل الأكثر اجراما. أوساط الاتحاد الديمقراطي التابع للبي كي كي وقواته، التي هي النواة الصلبة لقوات قسد، يتهمون المعارضة العربية بالتبعية لاردوغان، كما يتهمون المجلس الوطني الكردي السوري بنفس التهمة. المعارضة العربية بين قوسين، تتهم الاتحاد والبي كي كيبانه يسعى لقيام كيان كردي مستقل وبالتالي يسعى للتقسيم. قوات قسد لم تعتبر حتى اللحظة ان ايران وروسيا وامريكا هي أيضا دول محتلة. وتطالب المعارضة العربية،فقط باعتبار تركيا دولة محتلة. هذا الانقسام هو في سياق المقتلة للسوري. لكل مبرراته واسبابه ومصالحه. لخص الصديق رستم محمود الموقف بقوله" جدلية عفرين.

متضامنون مع عفرين وناسها، ضد الوحشية القومية التركية، لكننا لا ننسى للاتحاد الديمقراطي ما يلي: 

1- استغل ثورة السوريين لصالح برنامجه وخياراته السياسية الخاصة، ولم يساهم في ثورة السوريين. 

2- قمع كُل الأحزاب والخيارات الكُردية السورية. 

3- دخل مناطق وأحتل مُدن عربية ليس له أي حق فيها، على رأسها تل أبيض والرقة. 

4- استغل بفظاعة لا توصف قصف النِظام وروسيا لمناطق ريف حلب واحتل مدن مثل تل رفعت ومنغ. 

5- هو حزب وتيار شمولي لا يتناسب مع تطلعات الكردالسوريين وسعيهم للعيش المشترك.

فوق كل ذلك نقول بأنه غير متساوي بداعش والتنظيمات الإرهابية، وتركيا تدخل في حرب عفرين لأنها تملك كراهية قومية للكرد لا مع حزب الاتحاد الديمقراطي".
لم تتضامن قوات قسد مع السوري الذي يقتله الروسي او الإيراني او الامريكي. بالمقابل المعارضة العربية لم تتفهم خصوصية الكردي تجاه تركيا. لكن هل بمقدور أي طرف التراجع عن موقفه هذا؟ أمريكا الوحيدة القادرة على المساعدة في انتاج موقف موحد من كل هذا القتل. لانالبقية هم قتلة. أمريكا الوحيدة فيما لو ارادت، القادرة على حل القضية في جنيف. لماذا لا تريد أمريكا حل القضية، لان الصوملة والتشرذم السوري والمقتلة، لم تنجز مهمتها بعد. هنالك معركة لفظية بين هذه الأطراف وبيع وطنيات ومزايدات. من شانها زيادة الشرخ الحاصل في النسيج السوري. خياركم كقسد منذ اول الثورة كان الوقوف مع الأسد. وخيار الطرف الاخر والشعب السوري، الذي لم يجد من يدعمه من دول الجوار سوى تركيا. كل هذا جزء من الاسدية، ونتائج استمرارها حيث تحول السوريين معارضة ونخب إلى اطراف تقنية لتنفيذ اجندات قاتل عام. دولي واقليمي واسدي. المرآة تصلح للجميع كي ينظروا إلى انفسهم قبل كيل الاتهامات للطرف الآخر. البي كي كي الآن مع أمريكا، ليس هو نفسه قبل الوجود الأمريكي. هذا ما رفضت المعارضة مناقشته.
البي كي كي في سورية مشروعه ليس انفصاليا، لانهيحتاج لقوة تحمي مشروعه الموجه لتركيا. وهذه إما توفره امريكا وهذا مستبعد جدا،ل لان لامريكا حسابات اعمق مع الدولة التركية، او توفره سلطة مركزية قوية في دمشق، وهذه لم تعد موجودة، ولن تستطيع حمايته كالسابق، لهذا رهانه اليوم على امريكا وهو في النهاية رهان خاسر برأيي.المطلوب إيجاد عمق سوري شعبي من اجل مناصرة قضيته في تركيا. 
لنكن واضحين عفرين شهدت تضامنا سوريا، اكثر من تضامن الاشقاء الكرد في تركيا وايران والعراق. لكن هنالك من لا يريد الاعتراف بهذه الحقائق. مصرون على رجم الثورة، التي هي ملايين السورين اللاجئين والنازحين والمعتقلين والمفقودين في سجون الهمجية الاسدية.
الاخوان المسلمون طبعا مع اردوغان على السراء والضراء. الاسدية هي من حولت نفسها وسورية إلى أدوات دولية. كل ذلك من اجل القضاء على الحلم السوري في الحرية والعدالة. الاسدية هي كل هؤلاء القتلة. ما لم يفهم السوري ذلك عربيا كان ام كرديا. فنحن في نفس المقصلة التي أسس لها أوباما. 
مراجعة الذات ليست عيبا.