لم تكن العباءة أو قطعة القماش سواء التي يعتقد البعض أنها ملزمة في الإسلام على كل بنات حواء في كل التاريخ وعصر الأنبياء إلى سيدنا آخرهم ولم تظهر أيّ دلالة واضحة على أنه يجب تمهيد المرأة بالقماش الأسود حتى تنقى أعين الرجال .!!

فليس ذلك منطقيًّا لأن الله تعالى أمر بالحجاب ولَم ينص على لون واحد في كتابه الكريم على أن تتحجب به ؛ وعندما أثار الجدل عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الشيخ الدكتور عبدالله المطلق على عدم إلزام النساء بالعباءة فالعقلاء وعلماء الدين استشعروا خطورة ذلك على أنه لا يوجد هنالك عباءة ولا زيٌّ موحَّد اسمه عباءة فقط هنالك "الغطاء في الحجاب" وهو قماش يوضع على الرأس وهو الحجاب الإسلامي الصحيح.

فلا قوة بالتدين نأخذها من العباءة ورجَّاح العقول يدركون أن تشخيص نضج الالتزام بالدين ليس في زيها ولا فِي عباءتها وليس مقياسًا أيضًا أن تُبنى عليها حشمة وصلاح أي امرأة في العالم الاسلامي، زيّ العباءة إنما هو شيء مستحدث واختراع من العصور التي واكبتها التيارات الدينية المتشددة التي غلت قي الدين وأصبحوا غير مدركين أن إلزام المرأة على التشرنق بالإسلام لا يقيها من التحرش أو يحميها من شكوك تُظنُّ بها وإنما يحمي الذكور ليحدث احتباسًا عكسيًّا فكلما أصبحت المرأة لديه استفهام أو شيئًا مجهولًا أصبحت لديه غريزةً أكثر في التحرش بها أو مضايقتها ..إلخ.

وقد ثبت سابقا في أحد الاستنتاجات التي توصَّلتُ إليها بأن غطاء وجه المرأة ضياعٌ لهويتها فما بالكم أن المرأة في هذا المجتمع يؤكد ضرورة غطاءها مع العباءة السوداء وينظر إليها أنها من ثوابت الدين وكيف هي من ثوابت الدين والعالم العربي الإسلامي لم يتقيد بها وإنما هي عادة موروثة في المجتمع السعودي وبعض المجتمعات الخليجية فقط ولو أخذنا به هل يعني ذلك بأن النساء العربيات والغربيات اللواتي يرتدين حجاب الرأس فقط دون عباءة موحدة ويكتفين بجلابية أو جاكيت محتشم وساتر أو بملابسهنَّ العادية أنهنَّ خارجاتٍ عن ثوابت الدين التي صنعوها لنا .!

ليست الحشمة في هذه العباءة المستحدثة وليست مقياسًا لها وليست قي قطعة قماش وإنما الحشمة في القلب والأخلاق والتعامل ؛

إن المصطلح الوارد بكلمة(جلباب ) ليس زيّ العباءة وليس هناك زيّ رسمي نستدلُّ به من نزول القرآن حتى يومنا هذا يضع جلبابًا خاص وكل النساء لديهن جلابيب خاصة بهن وحتى مفهوم كلمة عباءة أو قماش يرتديه الرجال والنساء ومأخوذ من العرف السائد في البلد حتى الرجال يلبسون العباءة كنوعٍ من الفخر ولقيمة وعظم المناسبة حيث أنها تعطي انطباعًا خاصَّا لمرتديها وهذا يعني أن العباءة معممة ويجب إلزام النساء المسلمات ممن في الأرض على تقاليد عرفهم ومن الخطأ أن نجبر النساء وكل من يزورنا حتى ولَم تكن مسلمة على التقيد بالعباءة ووضع الحجاب على الرأس وهي غير مسلمة يجب أن نوضب مفهوم التعايش حتى يعرف الغير مسلمين أن ديننا دين سماحةٍ ويسر لا دين قمعٍ وإجبارٍ وتهكم ،وكذلك يجب علينا أن لا نجبر كل عربية مسلمة على ارتداء العباءة فهي ترى أن ملابسها المحتشمة وحجابها الذي يغطي شعرها هو الحجاب فقط ، فشكراً لسماحة العلامة الشيخ المطلق على قول الحق وشجاعته في فك التقاليد الموروثة عن أحكام الإسلام .